حتى نسمعها (1) من أحمد بن طاهر القزاز فجئنا إليه وسألوه أن يحكي لي حكاية أبي شعيب المقفع فقال هذا سوقي أيش أذكر له هذه الحكاية فقيل له ويحك لا تحقره (2) فقيل له احكها له فقال نعم كان لنا ها هنا (3) بمصر بيت ضيافة فجاءنا فقير يكنى بأبي سليمان فقال الضيافة فقلت لابني امض به إلى البيت (4) فأقام عندنا سبعة أيام أكل فيها ثلاث أكلات كل ثلاثة أيام أكلة فسمته المقام عندنا فأبى وقال أريد الثغر فسألته أن لا يقطع أخباره عني فغاب اثنتي عشرة (5) سنة ثم قدم فقلت له ويحك ما كتبت إلي بأخبارك (6) فقال لم أبلغ الثغر كنت بالرملة فرأيت فيها شيخا يقال له أبو شعيب مبتلى فأقمت عنده أخدمه سنة (7) فوقع لي أن أسأله عن سبب بلائه (8) فدنوت منه فابتدأني قبل أن أسأله فقال يا هذا وما سؤالك عما لا يعنيك فصبرت سنة أخرى ثم تقدمت إليه لأسأله فقال (9) لي في الثالثة ولا بد لك فقلت إن رأيت قال نعم بينا أنا أصلى بالليل في محرابي حتى بدا لي من المحراب نور شعشعاني كاد أن يخطف بصري فقلت اخسأ يا ملعون فإن ربي أجل وأعز من أن يبرز للخلق ثم صبرت برهة فبدا لي نور فقلت مثل ذلك (10) ثم بدا في الثالثة نور (11) أشد مما بدا فقلت فلو برزت السماوات والأرضون والعرش والكرسي كان ربي أجل وأعز من أن يبرز للخلق قال ثم سمعت نداء ملكيا من المحراب يا أبا شعيب قلت لبيك لبيك لبيك (12) فقال تحب أن أقبضك في وقتك هذا ونجازيك على ما مضى لك أو نبتليك ببلاء نرفعك به في عليين فسكت سكتة ثم قال بلاؤك بلاؤك بلاؤك فسقطت عيني ويدي ورجلي قال فمكثت أخدمه اثنتي
(٩٣)