فلما قضي صلاته قال ألا هل (1) رجل يغلق بابا أو يرخي سترا فيقول فعلت بامرأتي كذا وفعلت وفعلت فقامت جارية كعاب فقالت أي والله ليفعلون وإنهن ليفعلن قال أفلا أخبركم بمثل ذلكم قالوا بلى قال مثل ذلك كمثل شيطان بقى سيطانه بالطريق فوقع بها والناس ينظرون وقال لا تباشر المرأة المرأة ولا الرجل الرجل إلا الولد والوالد ثم قال إن طيب الرجال ريح لا لون له وإن طيب النساء لون لا ريح له قال وكان لأبي هريرة مكوك نوى يسبح به كذا قال وقد سقط بعض الكلام أخبرناه أبو القاسم الشيباني أنا أبو علي الواعظ أنا أحمد بن جعفر نا عبد اله بن أحمد حدثني أبي (2) أنا إسماعيل بن إبراهيم عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن رجل من الطفاوة قال نزلت على أبي هريرة ولم أدرك من صحابة رسول الله رجلا أشد تشميرا ولا أقوم على صنيف منه فبينما أنا (3) عنده وهو علي سرير له وأسفل منه جارية له سوداء ومعه كيس فيه حصى أو نوى (4) يقول سبحان الله سبحان الله حتى إذا أنفذ ما في الكيس ألقاه إليها فجمعته فجعلته في الكيس ثم دفعته إليه فقال لي إلا أحدثكم عني وعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت بلى قال فإني بينما أنا أوعك في المسجد المدينة إذ دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال من أحس الفتي الدوسي من أحس الفتي الدوسي فقال له قائل هو ذاك وعك في جانب المسجد حيث ترى يا رسول اله فجاء فوضع يده على وقال لي معروفا فقمت فانطلق حتى قام في مقامة الذي يصلى فيه ومعه يومئذ صفان من رجال وصف من نساء أو صفان من نساء وصف من رجال فأقبل عليهم فقال إن نساني الشيطان شيئا من صلاتي فليسبح القوم وليصفق النساء ويصلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم ينس من صلاته شيئا فلما سلم أقبل عليهم بوجهه فقال مجالسكم هل فيكم الرجل إذا أتى أهله أغلق بابه وأرخى ستره ثم يخرج فيحدث فيقول فعلت بأهلي كذا وفعلت بأهلي كذا فسكتوا فأقبل على النساء فقال هل منكن من تحدث فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت ليراها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويسمع كلامها فقالت أي والله إنهم ليتحدثون وإنهن ليتحدثن قال فهل
(٣٢٧)