الطيب عليه في المسألة واجتمع الناس بباب الطاق (1) فرفع الشبلي يده إلى الله تعالى ودعا بدعاء لم يفهم ثم شخص إلى السماء فلم يطبق جفنا على جفن إلى وقت الزوال وكان دعاؤه وابتداء إشخاص بصره إلى السماء ضحى النهار فكبر الناس وضجوا بالدعاء والابتهال ثم مضى الشبلي إلى سوق يحيى وإذا برجل يبيع حلواء وبين يديه طنجير (2) فيه عصيدة تغلي فقال الشبلي لصاحب له هل تريد من هذه العصيدة قال نعم فأعطى الحلاوي درهما وقال أعط هذا ما يريد (3) ثم قال تدعني أعطيه رزقه قال الحلاوي نعم فأخذ الشبلي رقاقة وأدخل يده في الطنجير (4) والعصيدة تغلي فأخذ منه بكفه وطرحها على الرقاقة ومشى الشبلي إلى أن جاء إلى مسجد أبي بكر بن مجاهد فدخل على أبي بكر فقام إليه أبو بكر (5) فتحدث أصحاب ابن مجاهد بحديثهما وقالوا لأبي بكر أنت لم تقم لعلي بن عيسى الوزير وتقوم للشبلي فقال أبو بكر ألا أقوم لمن يعظمه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقال لي يا أبا بكر إذا كان في غد فسيدخل عليك رجل من أهل الجنة فإذا جاءك فأكرمه قال ابن مجاهد فلما كان بعد ذلك بليلتين (6) أو أكثر رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقال لي يا أبا بكر أكرمك الله كما أكرمت رجلا من أهل الجنة فقلت يا رسول الله بم استحق الشبلي هذا منك فقال هذا رجل يصلي كل يوم خمس صلوات يذكرني في إثر كل صلاة ويقرأ " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " الآية يفعل ذلك منذ ثمانين سنة أفلا أكرم من يفعل هذا قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر الرازي كان أهل بغداد يقولون عجائب الدنيا ثلاث إشارات الشبلي ونكت المرتعش (7) وحكايات جعفر
(٥٦)