فلا تمنع ومما رزقت فلا تخبأ قال يا رسول الله كيف لي بذاك قال هو ذاك وإلا فالنار [* * * *] وقال الشبلي كنت وردت الشام من مكة فرأيت راهبا في صومعة فنظر إلي فقلت له يا راهب لماذا حبست نفسك في هذه الصومعة قال ليثوب عملي فقلت يا راهب ولمن تعمل قال لعيسى قلت وبأي شئ استحق عيسى هذه العبادة منك من دون الله قال لأنه مكث أربعين يوما لم يطعم ولم يشرب فقلت له ومن يعمل ذلك يستحق العبادة له قال نعم قال الشبلي فقلت للراهب فاستوفها مني فمكثت أربعين يوما تحت صومعته لا آكل ولا أشرب فقال لي ما دينك قلت محمدي فنزل وأسلم على يدي وحملته إلى دمشق فقلت اجمعوا له أشياء فإنه قريب العهد بالإسلام وانصرفت وتركته مع الصوفية قال الحافظ أبو القاسم رحمه الله وقد كتب نحو هذه الحكاية عن أبي بكر (1) محمد بن إسماعيل الفرغاني وسقتها في ترجمته (2) وقد ورد وروده يعني الشبلي الشام من وجهين آخرين قال أبو الحسين (3) بن سمعون (4) قال لي الشبلي كنت باليمن وكان باب دار الإمارة (5) رحبة عظيمة وفيها خلق كثير قيام ينظرون إلى منظرة فإذا قد ظهر من المنظرة شخص أخرج يده كالمسلم عليهم فسجدوا كلهم فلما كان بعد سنين كنت بالشام وإذا تلك اليد قد اشترت لحما بدرهم وحملته فقلت له أنت ذلك الرجل قال نعم من رأى ذاك ورأى هذا لا يغتر بالدنيا وقال سمعت الشبلي يقول كنت في قافلة بالشام فخرج الأعراب فأخذوها وأميرهم جالس يعرضون عليه
(٥١)