قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي حدثني محمد بن أحمد بن (1) غزوان نا أحمد بن المعلى حدثني إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثني أبي قال قال ابن سراقة يعني عبد الأعلى بن سراقة ليحيى بن يحيى (2) حين خرجت المسودة ولم يدخلوا الشام بعد يا أبا عثمان هل كتبت يعني (3) إلى المسودة فقال يحيى لا إني أشهد الله (4) أن ديني واحد ووجهي واحد ولساني واحد فقال له ابن سراقة تنام وابن هند لا ينام (5) يعني أنه قد كتب إليهم فقال له يحيى لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون عند الله أمينا أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو محمد بن الأكفاني (6) قالا نا عبد العزيز الكتاني (7) أنا تمام بن محمد أنا محمد بن سليمان الربعي نا محمد بن الفيض نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى نا أبي عن جدي قال لما نزل عبد الله بن علي بالمسودة وحصروا دمشق استغاث الناس بيحيى بن يحيى فسأله الوليد بن معاوية أن يخرج إلى عبد الله بن علي ليأخذ لهم أمانا فخرج إلى عبد الله بن علي فلما سأله الأمان لأهل دمشق أجابه عبد الله بن علي إلى ذلك فاضطرب بذلك الصوت حتى دخل المدينة وقال الناس الأمان الأمان فخرج على ذلك من المدينة ناس كثير وأصعدوا إليهم من المسودة خلقا كثيرا فقال له يحيى أكتب لنا كتابا بالأمان الذي جعلته لنا فدعا بدواة وقرطاس ثم ضرب ببصره نحو المدينة فإذا الحائط قد غشيه المسودة فقال نح هذا القرطاس عني فإني قد دخلتها قسرا فقال له يحيى لا والله ولكن دخلتها غدرا لأنك جعلت لنا أمانا فخرج عليه من خرج ودخل عليه من دخل فإن كان كما تقول فاردد رجالك عنها وارددنا إلى مدينتنا فقال له عبد الله بن علي إنه والله لولا ما أعرف من مودتك إيانا أهل البيت ما استقبلتني بهذا فقال له يحيى إن الله جعلك من أهل
(٦٠)