أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد (1) أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي نا أبو العباس بن قتيبة نا أبو خالد حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن أبا إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة كان من أصحاب معاذ بن جبل قال إن معاذا (2) كان لا يجلس مجلسا للذكر إلا قال حين يجلس الله حكم قسط تبارك اسمه هلك المرتابون وقال معاذ يوما إن وراءكم فتنا (3) يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والمرأة والصغير والكبير والحر والعبد فيوشك قائل يقول ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره فإياكم وما يبتدع فإن ما ابتدع ضلافة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق قال قلت لمعاذ ما يدريني رحمكم الله إن الحكيم يقول كلمة الضلالة وأن المنافق يقول كلمة الحق فقال اجتنب (4) من كلام الحكيم المشتبهات (5) التي يقال ما هذه ولا يثنك (6) ذلك عنه فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه (7) فإن على الحق نورا فلبثت ما شاء الله ثم قدمت الكوفة فطفق قراء من أهل الكوفة يقولون يا أخا أهل الشام أتشهد أنك مؤمن فأقول نعم فيقولون أتشهد أنك في الجنة فأقول لا فبلغ الأمر عبد الله بن مسعود فمررت به في المسجد فقالوا هذا الشامي الذي ذكرنا فأرسل إلي ابن مسعود فقال أتشهد أنك مؤمن فقلت نعم قال فتشهد أنك من أهل الجنة فقلت إني أخاف الذنوب قال فتبسم عبد الله بن مسعود ثم قال لو شهد ت أني مؤمن ما باليت أن أشهد أني في الجنة قال قلت يغفر الله لك هذا ما كان معاذ يحذرنا من أمثالك قال وما
(٣٣٨)