يقاتلهم ثلاثا ففعل فاستجاب له من هناك من بني الحارث بن كعب ودخلوا فيما دعاهم إليه ونزل بين أظهرهم يعلمهم الإسلام وشرائعه وكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وكتب بذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعث به مع بلال بن الحارث المزني فجعل بلال بن الحارث المزني يخبره عن ما عما (1) وطئوا وإسراع بني الحارث إلى الإسلام فكتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى خالد أن بشرهم (2) وأنذرهم وأقبل ومعك وفدهم [* * * *] فقدم خالد ومعه وفدهم منهم قيس بن الحصين ذو الغصة ويزيد بن عبد المدان وعبد الله بن عبد المدان ويزيد بن المحجل وعبد الله بن قراد وشداد بن عبد الله القناني وعمرو بن عبد الله وأنزلهم خالد عليه ثم تقدم خالد وهم معه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال من هؤلاء الذين كأنهم رجال الهند فقيل بنو الحارث بن كعب فسلموا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأجازهم بعشر أواق وأجاز قيس بن الحصين باثنتي عشرة أوقية ونش (3) وأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بني الحارث بن كعب ثم انصرفوا إلى قومهم في بقية شوال فلم يمكثوا بعد أن رجعوا إلى قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله صلوات الله عليه ورحمته وبركاته وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم والصحابة أجمعين [* * * *] أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن ابن (4) إسحاق قال (5) ثم بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى من سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنجران (6) وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا (7) فإن استجابوا لك فاقبل منهم وأقم فيهم وعلمهم كتاب الله وسنة نبيهم ومعالم الإسلام فإن لم يفعلوا (8) فقاتلوهم فخرج خالد حتى قدم عليهم فذكر الحديث في إسلامهم وكتاب خالد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وجواب النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمره إياه بأن يبشرهم وينذرهم فيقبل معه وفدهم فأقبل خالد بن الوليد إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأقبل معه وفد بني الحارث بن كعب وفيهم قيس بن الحصين بن يزيد بن قنان ذو الغصة ويزيد بن .
(٢٩٧)