صلوا خلفه انطلقوا فقاموا مقام أولئك فجاء أولئك فصلوا خلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين (1) ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جلس فسلم وسلم الذين خلفه وسلموا أولئك فكانت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ركعتين والقوم ركعة ركعة ثم قرأ يزيد " وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة (2) " أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبي أنا عبد الملك بن الحسن بن محمد أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق نا حمدان بن علي الوراق وأبو أمية قالا نا أبو نعيم الفضل بن دكين نا أبو عاصم محمد بن أبي أيوب الثقفي ح قال ونا محمد بن إسحاق الصاغاني نا سعيد بن سليمان عن عبد الواحد بن سليم البصري قالا نا يزيد بن صهيب الفقير قال كنت قد شغفني (3) رأي من رأي الخوارج وكنت رجلا شابا فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس قال فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس إلى سارية وإذا هو قد ذكر الجهنميين فقلت له يا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما هذا الذي تحدثون والله يقول " إنك من تدخل النار فقد أخزيته (4) " و " كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها (5) " فما هذا الذي تقولون قال فقال أي بني أتقرأ القرآن قلت نعم قال فهل سمعتم بمقام محمد المحمود الذي يبعثه الله فيه قلت نعم قال فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج من النار قال ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه قال فأخاف أن لا أكون حفظت ذاك غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها قال فيخرجون كأنهم عيدان السماسم قال فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيخرجون كأنهم القراطيس البيض قال فرجعنا فقلنا ويحكم أترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرجعنا ووالله ما خرج معنا غير رجل واحد
(٢٥٥)