تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٦٥ - الصفحة ١٦٧
أبا خالد لا العيش بعدك طيب * وكيف وقد أفردت منك يطيب وكيف يطيب عيش من كنت سيفه * وقد سويت رمسا عليب قليب نرى حولك الأعداء من كل جانب * ودونك من ترب الضريح كثيب ومن لا يبيت الليل إلا وعنده * عجوز لها حتى الصباح نحيب جرى دمعها حتى بمجرى دموعها * من الوجه من مجرى الدموع يذوب إذا أنفدت دمعا جرى بعد دمعها * دم من مآقي المقلتين صبيب تعزى على ابن لأنثى ولم تكن * لتسلو ابنها حتى يزول عسيب وكيف تعزى فاقد خان عهدها * أعز كمصباح الظلام نجيب جرئ على الجلاء لها غير هائب * ولكن لما هاب الكرام هيوب يسير لمن يبغي بعرف يساره * ألد على باغي الشغوب شغوب ثقيل على أعدائه يتقونه (1) * بصير بأدواء الرجال طبيب فتي السن كهل العلم لا متوغر * ولا حنق عند العتاب غضوب ولا نزق جهلا ولا واهن القوى * ولا حجر جعد اليدين جدوب (2) أخو القوم لا باغ عليهم بفضله * ولا مزمهر في الوجوه قطوب فلا جاره لاح والضيف لائم * ولا خدنه في الصالحين يغيب إذا ذكر الناس الجميل من امرئ * أو الخير أو قال الصواب خطيب وإن كرم الأخلاق وحلم ذي الحجى * تذكر أو لد الخصام أريب وإن قام مذكي الحرب أو مطفئ لها * لتطفأ حرب أو تشب حروب ذكرتك فاسترجعت والصدر كاضم * على غصة منها الفؤاد يذوب إرادة موعود قضى الله أنه * على الصبر إياه الصبور يثيب يقول رجالك (3) شبت من غير كبرة * وأهون مما قد رزئت يشيب أرى الحزن تبلية الليالي وطولها * وحزني جديد ما حييت قشيب يوافي بحزني كل يوم وليلة * طلوع لشمس أشرقت وغروب ألا ليتنا نرجو إياك غائبا * وما كل من نرجو الإياب يؤوب

(1) في " ز ": بثقوبه.
(2) في " ز ": جديب، وفي م: حديب.
(3) في " ز ": رجال.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست