أحمد بن السندي نا الحسن بن علوية القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا إسحاق بن بشر أخبرني مقاتل وعبد الله بن زياد وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال إن نوحا كان يضرب ثم يلف في لبد فيلقى في بيته يرون أنه قد مات ثم يخرج فيدعوهم حتى إذا ايس من إيمان قومه جاءه رجل ومعه ابنه وهو يتوكأ على عصا فقال يا بني انظر هذا الشيخ لا يغرنك قال يا أبت أمكني من العصا فأخذ العصا ثم قال ضعني في الأرض فوضعه فمشى إليه بالعصا فضربه فشجه شجة موضحة (1) وسالت الدماء قال نوح رب قد ترى ما يفعل بي عبادك فإن يك لك في عبادك حاجة فاهدهم وإن يك غير ذلك فصيرني إلى أن تحكم وأنت خير الحاكمين فأوحى الله إليه وآيسه من إيمان قومه وأخبره أنه لم يبق في أصلاب الرجال ولا في أرحام النساء مؤمن قال يا نوح " أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون " (2) يعني لا تحزن عليهم " واصنع الفلك بأعيننا (3) " قال يا رب وما الفلك قال بيت من خشب يجري على وجه الماء فأغرق أهل معصيتي وأطهر أرضي منهم قال يا رب وأين الماء قال يا نوح إني على ما أشاء قدير قال فركب بمن معه نوح بقول الله ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون يعني استنصرنا نوح فلنعم المجيبون ما نصرناه فأرسلنا السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن بركات الخشوعي إذنا قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد أنا عثمان بن أحمد الدقاق وأحمد ابن سندي قال حدثنا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق بن بشر فذكر بإسناده نحوه إلى قوله على ما أشاء قدير (5) وزاد قال يا رب وأين الخشب قال اغرس الشجر فغرس (6) الساج عشرين سنة وكف عن الدعاء وكفوا عن الاستهزاء وكانوا يسخرون منه فلما أدرك الشجرة أمره ربه فقطعها وجففها ولفقها فقال يا رب كيف اتخذ هذا البيت قال اجعله على ثلاثة صور رأسه كرأس الديك وجؤجؤه (7) كجؤجؤ الطير
(٢٤٨)