قرأت على أبي (1) الفتح نصر الله بن محمد عن نصر بن إبراهيم عن أبي الحسن بن السمسار أنا أبو الحسن محمد بن يوسف البغدادي قال قرأت على أبي محمد الحسن بن رشيق بمصر قلت له حدثكم (2) أبو بكر يموت ابن المزرع بن يموت البصري حدثنا العباس بن الفرج الرياشي نا الأصمعي نا عيسى بن عمر (3) الثقفي نا الأحنف بن قيس وكان وافدا لأهل البصرة على معاوية وقت (4) دخل النمر بن قطبة وعلى النمر عباءة قطوانية (5) وعلى الأحنف مدرعة (6) وشملة فلما مثل بين يدي معاوية اقتحمها عينه فقال النمر يا أمير المؤمنين إن العباءة لا تكلمك وإنما يكلمك من فيها فقال أجلس ثم أقبل على الأحنف فقال ثم مه فقال الأحنف يا أمير المؤمنين أهل البصرة عدد يسير وعظم كسير مع (7) تتابع من المحول واتصال (8) من الذحول (9) فالغني قد أطرق والمقل قد أملق وبلغ منه المخنق فإن رأى أمير المؤمنين أن يجبر الكسير ويسهل العسير ويصفح عن الذحول ويداوي من المحول ويكشف البلاء لنزول اللأواء ألا وإن (10) للسيد نعما ولا يخص ومن يدعو الجفلى ولا يدعو النقري إن أحسن إليه شكر وإن أساء إليه غفر ثم يكون من وراء ذلك لرعيته عمادا يرفع عنهم الملمات ويكشف عنه المعضلات فقال له معاوية هاهنا يا أبا بحر وتلا هذه الآية " ولتعرفنهم في لحن القول (11) " قال الجفلى أن يخرج الرجل فينادي في الناس أيها الناس هلم إلى الزاد والنقري أن يجئ إلى الناس وهم مجتمعون فيقول تعالى يا فلان وقال طرفة بن العبد (12)
(٢٢٣)