قال أبو زكريا قدم عليه ابن أخته وجاءه بأصول كتبه من خراسان إلا أنه كان يتوهم الشئ كذا يخطئ فيه فأما هو فكان من أهل الصدق أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل حدثنا أبو بكر الخطيب أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نا العباس بن محمد الدوري نا يحيى بن معين قال (1) حضرت نعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه قال فقرأ منه ساعة ثم قال حدثنا ابن المبارك عن ابن عون فحدث نعيم عن ابن المبارك عن ابن عون أحاديث قال يحيى فقلت له ليس هذا عن (2) ابن المبارك فغضب وقال ترد (3) علي قال إي (4) والله إني أريد زينك فأبى أن يرجع قال فلما رأيته هكذا لا (5) يرجع قلت لا والله ما سمعت أنت هذا من ابن المبارك ولا سمعها ابن المبارك من ابن عون فغضب وغضب من كان عنده من أصحاب الحديث وقام (6) نعيم فدخل البيت فأخرج صحائف فجعل يقول وهي بيده أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس بأمير المؤمنين في الحديث نعم يا أبا زكريا غلطت وكانت صحائف فغلطت فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون وإنما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك فرجع عنها أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة وأخبرنا حمزة بن يوسف أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال (7) سمعت أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقول سمعت زكريا بن أبان يقول سمعت نعيم بن حماد يقول رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقال يا أبا نعيم أنت الذي تقطع حديثي قلت يا رسول الله إنما أجعله في كل باب قال فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان ابن سلامة قلت يا رسول الله يأتينا عنك الحديث فيه أشياء مختلفة فأضع كل شئ منها في باب قال فأمسك عني
(١٦٦)