أن موسى ثقل عليه أمر بني إسرائيل واشتد عليه بعض المؤونة منهم فقال له رجل يا نبي الله ألا أدلك على شئ يخفف عنك أمر بني إسرائيل فقال بلى قال إن بني إسرائيل اثنا عشر (1) سبطا فاختر من كل سبط رجلا فاجعله عليهم ثم ميز من كل سبط ألفا فاختر من كل ألف رجلا فاجعله عليهم فما كان بين المائة من خصومه نظر فيه صاحبهم فإذا أشكل عليه رفعه إلى صاحب الألف فإن أشكل عليه رفعه إلى صاحب السبط فإن أشكل على صاحب السبط رفعه إليك فإنه قليل ما يأتيك من ذلك ففعل موسى فخف عليه شأن الناس فقال موسى رب كلمني وناجني واصطفني لنفسك مثل ثم (2) كان من خلقك من هو أعلم مني قال القرظي فبعث الله طيرا إلى بحر فشرب منه ثم قال يا موسى ما تقول هذا الطير نقص من هذا النهر قال لا ينقص وماذا ينقص يا رب طير وضعت خراطيمها في نهر منه قال الله فكما لم ينقص هذا الطير من هذا النهر شيئا فكذلك لا ينقص ما علمتك من علمي شيئا قال موسى فدلني يا رب على عبد لك أعلم مني حتى أتبعه فألتمس من علمه فقال الله له خذ هذا الحوت اذهب حيث فارقك هذا الحوت فستجد من هو أعلم منك قال خرج موسى ويوشع فتاه ومعهما الحوت قال ينزلان يغدوان ويروحان حتى إذا كان ذات يوم قال موسى لفتاه " آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " (3) قال فزع الفتى حين لم يجد الحوت وكان يتعاهده قال " أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال " (4) له موسى " ذلك ما كنا نبغي (5) فارتدا على آثارهما قصصا " (6) قال القرظي فلقي رجلا قال له موسى السلام عليك قال القرظي فحدثني عبد الله بن شداد بن الهاد أن الرجل قال له أي السلام بهذه الأرض من أنت قال أنا موسى قال القرظي فابتدأه الرجل بعلم من علم الغيب قال نبي بني إسرائيل قال له موسى نعم قال له الرجل إن كنت لأتوجع لك مما كنت تلقى من فرعون " قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني (7) مما علمت رشدا قال إنك "
(١٥٦)