قال وحدثني النضر بن أنس قال قال أبو حمزة يعني أنسا إن أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة بأهله عثمان بن عفان فاحتبس على النبي (صلى الله عليه وسلم) خبره فجعل يخرج يتوكف (1) عنه الأخبار فقدمت امرأة من قريش فقالت له يا أبا القاسم قد رأيت ختنك متوجها في سفره وامرأته على حمار من هذه الدبابة وهو يسوق بها يمشي خلفها فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) صحبهما الله إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط صلى الله عليه وسلم [10685] أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسين بن أحمد وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين وأبو الحسن علي بن بركات قالوا أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا محمد بن أحمد بن رزقويه أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله وأحمد بن سندي قالا حدثنا الحسن ابن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق بن بشر عن عثمان بن الساج عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال إن سارة لما فعلت ذلك بهاجر وعفت عنها أحب الله أن يهب لها ولدا وذلك بعدما أرسل إبراهيم قال فأرسل إبراهيم إلى الأرض المقدسة ولوط إلى المؤتفكات وكانت قرى لوط أربع مدائن سدوم وأموراء عاموراء وصبويراء وكان في كل قرية مائة ألف مقاتل فجميعهم أربع مائة ألف وكانت أعظم مدائنهم سدوم وكان لوط يسكنها وهي المؤتفكات وهي من بلاد الشام ومن فلسطين مسيرة يوم وليلة وكان إبراهيم خليل الرحمن عم لوط بن هارون بن تارح وإبراهيم بن تارح وهو آزر وكان إبراهيم ينصح قوم لوط وكان الله قد أمهل قوم لوط فخرقوا حجاب الإسلام وانتهكوا المحارم وأتوا الفاحشة الكبرى فكان إبراهيم يركب على حماره حتى يأتي مدائن قوم لوط فينصحهم فيأبون أن يقبلوا فكان بعد ذلك يجئ على حماره فينظر إلى سدوم فيقول يا سدوم أي يوم لك من الله سدوم إنما أنهاكم ألا تتعرضوا لعقوبة الله حتى بلغ الكتاب أجله فبعث الله جبريل في نفر من الملائكة قال فهبطوا في صورة الرجال حتى انتهوا إلى إبراهيم وهو في زرع له يثير الأرض كلما بلغ الماء إلى مسكنة من الأرض ركز مسحاته في الأرض فصلى خلفها ركعتين قال فنظرت الملائكة إلى إبراهيم فقالوا لو كان الله عز وجل ينبغي أن يتخذ خليلا لاتخذ هذا العبد خليلا ولا يعلمون أن الله قد اتخذه خليلا
(٣٠٩)