عيسى أنبأنا إسحاق عن مقاتل وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال لما سمعت الفسقة بأضياف لوط جاءوا إلى باب لوط فأغلق الباب دونهم ثم أطلع عليهم فقال " هؤلاء بناتي " (1) يعرض عليهم بناته بالنكاح والتزويج ولم يعرضها عليهم للفاحشة وكانوا كفارا وبناته مسلمات فلما رأى البلاء وخاف الفضيحة عرض عليهم التزويج وكان في سنتهم ألا يتزوجوا إلا امرأة واحدة فلما خطبوا إلى (2) لوط فلم يزوجهم تزوجوا فقالوا " لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد " (3) وكان اسم ابنتيه إحداهما رعوثا والأخرى رميثا ويقال زبوثا ورعوثا فالله أعلم وكان الذي حملهم على إتيان الرجال دون النساء أنه كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم وثمار خارجة على ظهر الطريق وأنهم أصابهم قحط وقلة من الثمار فقال بعضهم لبعض إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش قالوا بأي شئ نمنعها قال اجعلوا سنتكم من أخذتم في بلادكم غريبا سنتكم فيه أن تنكحوه وأغرموه أربعة دراهم فإن الناس يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك فذلك الذي حملهم على ما ارتكبوا من الحدث العظيم الذي لم يبقهم إليه أحد من العالمين وقال في آية أخرى " أتأتون الذكران من العالمين " (4) يعني الغرباء وقالوا فيما عاتبوا لوطا " أولم ننهك عن العالمين " (5) أي لم ننهك عن الغرباء حتى نفعل بهم الفاحشة فعند ذلك قال " هؤلاء بناتي " دعاهم إلى الحلال فأبوا " فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد " (6) أي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال وأنبأنا إسحاق أخبرني محمد بن إسحاق عن بعض رواه ابن عباس أنه كان يقول إنما كان بدء عمل قوم لوط أن إبليس جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي أجمل صبي رآه الناس فدعاهم إلى نفسه فنكحوه ثم جروا على ذلك فلم يتناهوا ولم يردهم قوله ولم يقبلوا يعني قوم لوط لم يقبلوا شيئا مما عرض عليهم من أمر بناته قال:
" لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد " (7) يعني عشيرة أو شيعة تنصرني لحلت بينكم