قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر (1) أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنبأنا أبو جعفر الطبري (2) قال ذكر أن الفضل بن مروان وهو رجل من أهل البردان كان متصلا برجل من العمال يكتب له وكان حسن الخط ثم صار مع كاتب كان للمعتصم يقال له يحيى الجرمقاني وكان الفضل بن مروان يخط بين يديه فلما مات الجرمقاني صار الفضل في موضعه وكان يكتب للفضل علي بن حسان الأنباري فلم يزل كذلك حتى بلغ المعتصم الحال التي بلغها والفضل كاتبه ثم خرج معه (3) إلى معسكر المأمون ثم خرج معه (4) إلى مصر فاحتوى على أموال مصر ثم قدم الفضل قبل موت المأمون بغداد ينفذ أمور المعتصم ويكتب على لسانه ما أحب حتى قدم المعتصم خليفة فصار الفضل صاحب الخلافة وصارت الدواوين كلها تحت يديه وكنز الأموال وقدم أبو إسحاق حين دخل بغداد يأمره بإعطاء المغني والملهي (5) فلا ينفذ الفضل ذلك فثقل على أبي إسحاق فحدثني إبراهيم بن جهروية (6) أن إبراهيم المعروف بالهفتي وكان مضحكا أمر له المعتصم قال فتقدم إلى الفضل بن مروان في إعطائه فلم يعطه الفضل شيئا مما أمر له به المعتصم فبينا الهفتي (7) يوما (8) عند المعتصم بعدما بنيت داره التي ببغداد واتخذ له فيها بستان قام المعتصم يتمشى في البستان ينظر إليه وإلى ما فيه من أنواع الرياحين والغروس ومعه الهفتي وكان الهفتي يصحب المعتصم قبل أن تفضي إليه الخلافة فيقول له فيما يداعبه والله لا نفلح أبدا وكان الهفتي (9) رجلا مربوعا والمعتصم رجلا معرقا (10) خفيف اللحم فجعل المعتصم يسبق الهفتي (9) في المشي فإذا تقدمه ولم ير الهفتي (9) معه التفت إليه فقال
(٣٧٠)