مشدود بطنب الفسطاط فرفع رفرف الفسطاط وركبه عريا ثم ركضه إلى فسطاط معاوية وجعل يقول يا معاوية إن الصخور قد تحتلب العلية قال يقول معاوية نعم وقد يزين الحالب فيدق أنفه ويكفأ أباه قال ثم أمر بالأعور فوزع عنه نقول رد عنه أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1) الطيبي نا بشر بن موسى نا بشر بن الوليد نا شعيب بن صفوان الثقفي عن عبد الملك بن عمير أو قال شعيب بن يعقوب قال اجتمع معاوية وعمرو بن العاص فقال معاوية لعمرو من الناس قال أنا وأنت ومغيرة وزياد قال وكيف ذاك قال أما أنت فللتأني وأما أنا فللبديهة وأما مغيرة فللمعضلات وأما زياد فللصغير والكبير قال له معاوية أما ذانك فقد غابا فهات قولك أنا للبديهة وأما أنلا فللأناة فهات بديهتك قال وتريد ذاك قال نعم قال فأخرج من عندك فأمرهم فخرجوا حتى لم يبق في البيت غيرهما قال فقال عمرو يا أمير المؤمنين أسارك قال فأدنى رأسه منه قال هذا من ذاك ومن معنا في البيت حتى أسارك أنبأنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمرو حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي (2) عنه أنا أحمد بن الحسين بن علي الحافظ أنا محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدوية الضبي (3) قال سمعت محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق قال سمعت جدي يقول سمعت المزني (4) يقول عند فراغه من قراءة المختصر يوم الأربعاء في ربيع الأول سنة تسع وخمسين ومائة قال وسمعت الشافعي يقول دخل ابن عمامة على عمرو بن العاص فوجده صائما وأطعم أصحابه طعاما وقام إلى صلاة فحسنها وأتقنها وجاءه مال فقال أعطوا فلانا وفلانا حتى أتى عليه فقال له ابن عمامة يا أبا عبد الله لقد رأيت صلاة حسنة وأطعمت إخوانك طعاما وأنت صائم أو كما قال وجاءك مال لست أولى بها من غيرك فقلت أعطوا فلانا وفلانا حتى أتيت عليه فبم ذاك يا أبا عبد الله فقال يا ابن عمامة والله ما هو بالإسلام الذي دخلنا فيه محضا ولا
(١٧٦)