عهد فدعاه غرفة إلى الإسلام فغضب فسب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقتله غرفة فقال له عمرو بن العاص إنما يطمئنون إلينا للعهد قال وما عاهدناهم على أن يؤذونا في الله ورسوله قال فقال غرفة لعمرة وإذا جلست معنا اتكأت بين أظهرنا فلا تفعل فإنك إن عدت كتبت إلى عمر فعاد عمرو فكتب فجاء يعني كتاب عمر إلى عمر بلغني أنك إذا جلست مع أصحابك اتكأت بين أظهرهم كما يفعل العجم فلا تفعل اجلس معهم ما جلست فإذا دخلت بيتك فافعل ما بدا لك فقال عمرو لغرفة قد أثنيت علي عند عمر فقال ما عهدتني كذابا قال فكان عمرو بعد ذلك يريد أن يتكئ فيذكر فيجلس ويقول الله بيني وبين غرفة قال وخرجوا ذات يوم ضباب فقدم فرس غرفة فرس عمرو فقال عمرو ما يومي بن غرفة بواحد فقيل لغرفة إن الأمير قال كذا وكذا قال (1) إني لم أبصره من الغبار قال فاعتذر إليه قال لا تعود وهم قال فلم يزالوا به حتى أتاه قال إني لم أبصرك من الضباب قال اللهم غفرا لو شئت أمسكت فرسك قال والله لوددت أنه رمى بك في أقصى حجر بالمرج أعتذر إليك بالضباب وإني لم أبصرك ويقول اللهم غفرا فقال له عمر يا أبا الحارث قد رأيتك مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم كذا وكذا على فرس ذلول أفلا حملك على فرس قال ما عهدي بك يا عمرو تحمل على الخيل فمن أين هذا أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا الحجاج بن أبي منيع نا جدي عن الزهري قال توفى الله عمر واستخلف عثمان فنزع عمرو بن العاص عن مصر وأمر عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح (2) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (3) نا إبراهيم بن الحسين بن علي نا يحيى بن سليمان الجعفي قال وحدثني زيد بن الحباب العكلي أخبرني جويرية بن أسماء الضبعي حدثني عبد الوهاب بن يحيى بن عبد الله بن الزبير نا أشياخنا
(١٦٥)