العرب ومن أهل الشوك والقرظ ونحن أهل بيت الله كنا أضيق الناس أرضا وشره عيشا (1) نأكل الميتة والدم ونغير بعضنا على بعض كنا بشر عيش عاش به الناس حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا أكثرنا مالا قال أنا رسول الله إليكم يأمرنا بما لا نعرف وينهانا عما كنا عليه وكانت عليه آباؤنا فشنفنا (2) له وكذبناه ورددنا عليه مقالته حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك فخرج إليه وخرجنا إليه وقاتلناه فقتلنا وظهر علينا وغلبنا وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم فلو (3) يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش فضحك ثم قال إن رسولكم قد صدق وقد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم (4) وكنا عليه حتى ظهرت فينا ملوك فجعلوا يعملون فيها بأهوائهم ويذكرون (5) أمر الأنبياء فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم ولم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ولم يسارقكم أحد إلا ظهرتم عليه فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا فتركتم أمر (6) نبيكم وفعلتم بمثل الذي عملوا بأهوائهم فخلي بيننا وبينكم لم تكونوا أكثر عددا منا ولا أشد منا قوة قال عمرو بن العاص فما كلمت رجلا قط أنكر منه (7) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا الحميدي نا سفيان قال اجتمع الزبير بن العوام وعمرو بن العاص في الحجر فقال له الزبير رحمه الله يا أبا عبد الله أما إنك قد كنت أهديت لي يوم بدر ولكن استبقيتك لمثل هذا اليوم فقال عمرو وأنت كنت قد أهديت لي ولقد علمت العرب أني من أنسبها (8) ولقد شهدت في
(١٦٠)