تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٤٤١
فإن الناس سيكثرون ويقلون وأوصيكم بالأنصار فإنهم شعب الإسلام الذي لجأ إليه وأوصيكم بالأعراب (1) فإنهم أصلكم ومادتكم ثم سألته بعد ذلك فقال إنهم إخوانكم وعدو عدوكم وأوصيكم بذمتكم بأنها ذمة نبيكم (صلى الله عليه وسلم) ورزق عيالكم قوموا عني فما زاد على هؤلاء الكلمات أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل أنا أبو الحسن الخلعي أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا محمد بن عبد الملك الدقيقي نا وهب بن جرير نا قرة بن خالد عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن المسور بن مخرمة قال دخلت على عمر حين طعن فأخذت بعضادتي الباب وهو مسجي فقلت كيف ترونه قالوا كما ترى قلت أيقظوه للصلاة فإنكم لن توقظوه بشئ أفزع له من الصلاة قالوا الصلاة يا أمير المؤمنين قال الصلاة إذا ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة فقام فصلى وجرحه يثعب دما أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن المؤمل أنا جدي أبو الوفاء المؤمل بن الحسن أنا الحسن بن محمد الزعفراني نا شبابة بن سوار نا مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال لما طعن عمر وكانتا طعنتين فخشي أن يكون له ذنب إلى الناس لا يعلمه فدعا عبد الله بن عباس وكان يحبه ويأتمنه فقال أحب أن تعلم عن ملأ من الناس كان هذا فخرج ابن عباس ثم رجع إليه فقال يا أمير المؤمنين ما أتيت على ملأ من المسلمين إلا يبكون كأنما فقدوا اليوم أبناءهم قال فمن قتلني قال أبو لؤلؤة المجوسي عبد المغيرة بن شعبة قال فرأينا البشر في وجهه وقال الحمد لله الذي لم يقتلني رجل يحاجني بلا إله إلا الله يوم القيامة أما إني قد كنت نهيتكم أن تحملوا إلينا من العلوج فعصيتموني قال ثم دعا عثمان وعليا وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك ثم وضع رأسه في حجري فلما جاءوا قلت هؤلاء قد جاءوا فقال لهم إني نظرت في أمور الناس فوجدتكم أيها الستة رؤوس الناس وقادتهم ولا يكون هذا الأمر إلا فيكم ما استقمتم فإن تستقيموا

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و " ز ".
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»