تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٤٣٦
إلى قيم أرضك أو قيم إبلك ألم تحب أن يخلف فيها من يقوم بأمرها قال اقعد يا بني فتمنيت أن بيني وبينه عرض المدينة فقال يا بني الرجل يكون مع الرجل وليدا ويكون معه غلاما ويكون معه يافعا ويكون معه شابا وكهلا وشيخا أتراه يعرفه قلت نعم قال فإن استخلفت رجلا فقال الله أنى استخلفت فلانا وقد علمت منه خلق كذا وكذا إن استخلفت فقد استخلف من كان خيرا مني وإن أترك فقد ترك من كان خيرا مني فلما ذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر علمت أنه سيتبع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو عمر بن مهدي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي نا سعيد بن داود الزنبري حدثني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال عبد الله بن عمر بعد أن طعن عمر يا أمير المؤمنين ما عليك لو أجهدت نفسك ثم أمرت عليهم رجلا فقال عمر أقعدوني قال عبد الله فتمنيت لو أن بيني وبينه عرض المدينة فرقا منه حين قال أقعدوني ثم قال من أمرتم بأفواهكم فقلت فلانا فقال إن تؤمروه فإنه ذو شيبتكم قال ثم أقبل على عبد الله فقال ثكلتك أمك أرأيت الوليد ينشو مع الوليد وليدا أو ينشو معه كهلا أتراه يعرف من خلقه فقال نعم يا أمير المؤمنين قال فما أنا قائل لله إذا سألني عن من أمرت عليهم فقلت فلانا وأنا أعلم منه ما أعلم فلا والذي نفسي بيده لأردنها إلى الذي دفعها إلي أول مرة ولوددت أن عليها من هو خير مني لا ينقصني ذلك مما أعطاني الله شيئا (1) (2) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الله الدقاق نا أبو بكر أحمد بن محمد الضراب الدينوري قدم علينا للنصف من رجب سنة ثمان عشرة وثلاثمائة نا أبو علي هارون بن موسى الأشناني نا محمد بن سعيد بن سابق أبو سعيد القزويني نا أبو جعفر الرازي عن حصين عن عمرو بن ميمون قال قال عمر بن الخطاب إنهم ليقولون لي استخلف عليا (3) فإن حدث بي حدث فالأمر في الستة الذين فارقهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنهم راض علي بن أبي طالب وعثمان

(1) كتب بعدها في م و " ز ": " آخر " الجزء التاسع والعشرين بعد الخمسمئة من الفرع.
(2) تاريخ الاسلام (الخلفاء الراشدون) ص 281.
(3) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي المطبوعة: علينا.
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»