تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٤٣٨
لكم في أمر الناس فلم أجد عند الناس شقاقا إلا أن يكون فيكم شئ فإن كان شقاق فهو منكم وإن الأمر إلى ستة إلى عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير وطلحة وسعد ثم قال إن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها الثلاثة فإن كنت على شئ من أمر الناس يا عثمان فلا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس وإن كنت على شئ من أمر الناس يا عبد الرحمن فلا تحملن أقاربك على رقاب الناس وإن كنت على شئ يا علي فلا تحملن بني هاشم على رقاب الناس قوموا فتشاوروا وأمروا أحدكم فقاموا يتشاورون قال عبد الله فدعاني عثمان مرة أو مرتين ليدخلني في الأمر ولم يسمني عمر ولا والله ما أحب أني كنت معهم علما منه بأنه سيكون من أمرهم ما قال أبي والله لقل ما سمعته حرك شفتيه بشئ قط إلا كان حقا فلما أكثر عثمان دعاني (1) فقلت ألا تعقلون تؤمرون وأمير المؤمنين حي فوالله لكأنما (2) أيقظت عمر من مرقد فقال عمر أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل للناس صهيب مولى بني جدعان ثلاث ليال ثم اجمعوا في اليوم الثالث أشراف الناس وأمراء الأجناد فأمروا أحدكم فمن تأمر عن غير مشورة فاضربوا عنقه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي محمد بن محمد بن المسلمة أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الصواف أنا الحسن بن علي القطان نا (3) إسماعيل بن عيسى العطار قال قال إسحاق بن بشر قال أبو عبد الله عن إياس عن أبي بكر عن أبي المليح بن أسامة الهذلي عن ابن عباس قال خدمت عمر بن الخطاب وكنت له هائبا ومعظما فدخلت عليه ذات يوم في بيته وقد خلا بنفسه فتنفس تنفسا ظننت أن نفسه خرجت ثم رفع رأسه إلى السماء فتنفس الصعداء قال فتحاملت وتشددت وقلت والله لأسألنه فقلت والله ما أخرج هذا منك إلا هم يا أمير المؤمنين قال هم والله هم شديد هذا الأمر لو أجد له موضعا يعني الخلافة ثم قال لعلك تقول إن صاحبك لها يعني عليا قال قلت يا أمير المؤمنين أليس هو أهلها في هجرته وأهلها في صحبته وأهلها في قرابته قال هو كما ذكرت ولكن رجل فيه دعابة

(1) في تاريخ الاسلام: فلما اكث عثمان دعائي، قلت.
(2) في تاريخ الاسلام: فالله لكأنما أيقظتهم، فقال عمر: أمهلوا.
(3) من قوله: ابن المسلمة إلى هنا استدرك على هامش " ز "، وبعده صح.
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»