تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣٤
ببلخ أنا علي بن أحمد بن محمد الخزاعي أنا الهيثم بن كليب قالا نا محمد بن عبيد الله هو ابن يزيد بن المنادي نا إسحاق بن يوسف الأزرق نا القاسم بن عثمان البصري عن أنس بن مالك قال خرج عمر متقلدا السيف فلقيه رجل من بني زهرة فقال له أين تعمد يا عمر قال أريد أن أقتل محمدا قال فكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا قال فقال له عمر ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه قال أفلا أدلك على العجب زاد الهيثم يا عمر فقالا إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه قال فمشى عمر ذامرا يعني غضبانا حتى أتاهما وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب قال فلما سمع خباب بحس عمر توارى في البيت فدخل عليهما عمر فقال ما هذه الهينمة (1) التي سمعتها عندكم قال وكانوا يقرأون " طه " فقالا ما عدا حديثا تحدثناه بيننا قال فلعلكما قد صبوتما (2) فقال له ختنه يا عمر إن كان الحق في غير دينك قال فوثب عمر على ختنه فوطئه وطئا شديدا قال فجاءت أخته لتدفعه وفي حديث الهيثم فدفعته عن زوجها فنفحها نفحة بيده فدمي وجهها فقالت وهي غضبى وإن كان الحق في غير دينك أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال عمر أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه قال وكان عمر يقرأ الكتب فقالت له أخته إنك رجس ولا يمسه إلا المطهرون فقم فاغتسل أو توضأ قال فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ " طه " حتى انتهى إلى قوله " إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري " (3) فقال عمر دلوني على محمد (صلى الله عليه وسلم) قال فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لك ليلة الخميس اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الدار التي في أصل الصفا قال فانطلق عمر حتى أتى الدار وعلى باب الدار حمزة وطلحة وأناس من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر قال حمزة فهذا عمر فإن يرد الله بعمر خيرا أسلم وتبع وقال الفراوي يسلم فيتبع النبي (صلى الله عليه وسلم) وإن يرد غير ذلك يكون قتله علينا هينا قال والنبي (صلى الله عليه وسلم) داخل يوحى إليه قال فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى أتى عمر فأخذ بمجامع

(1) الهينمة: الصوت الخفي.
(2) في تاريخ الاسلام وتاريخ الخلفاء: صبأتما.
(3) سورة طه من الآية الأولى إلى الآية 14.
(4) بالأصل: (عز) والمثبت عن دلائل البيهقي وتاريخ الاسلام.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»