تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٣٣
قال ثم خرجت فكنت لا أشاء أن أرى رجلا من المسلمين يضرب إلا رأيته قال ثم ذهبت إلى خالي قال فقرعت عليه الباب قال فقال من هذا قال فقلت ابن الخطاب قال فخرج إلي فقلت له أعلمت أني صبوت قال فقلت قال قلت نعم قال لا تفعل قال ثم دخل وأجاف الباب دوني قال قلت ما هذا شئ قال فذهبت إلى رجل من أشراف قريش فقرعت عليه بابه فقيل من هذا قلت ابن الخطاب فخرج فقلت أشعرت أني صبوت قال أفعلت قال قلت نعم قال لا تفعل قال ثم دخل وأجاف دوني الباب قال قلت ما هذا شئ قال فقال لي رجل أتحب أن تعلم إسلامك قال قلت نعم قال فإذا كان الناس في الحجر جئت إلى ذلك الرجل فجلست إلى جنبه وأصغيت إليه فقلت (1) أعلمت أني صبوت قال أو فعلت قال قلت نعم قال فرفع (2) بأعلى صوته ثم قال ابن الخطاب قد صبأ وثار الناس علي فضربوني وضربتهم قال فقال رجل ما هذه الجماعة قالوا هذا ابن الخطاب قد صبأ فقام على الحجر ثم أشار بكمه فقال ألا إني قد أجرت ابن أختي قال فانكشف الناس عني قال فكنت لا أزال أرى إنسانا يضرب ولا يضربني أحد قال فقلت لا حتى يصيبني ما يصيب المسلمين قال فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحجر قال فجئت إلى خالي فقلت اسمع قال فقال ما أسمع قلت جوارك رد عليك قال لا تفعل يا ابن أختي قال قلت بل هو رد عليك فقال ما شئت قال فما زلت أضرب الناس ويضربوني حتى أعز الله بنا الإسلام أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (3) أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ح وأخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل أنا أحمد بن محمد بن محمد

(1) كذا بالأصل، والعبارة في دلائل النبوة للبيهقي: قال: فإذا جلس الناس في الحجر، فأت فلانا - لرجل لم يكن يكتم السر - فقل له فيما بينك وبينه: إني قد صبوت فإنه قل ما يكتم السر.
قال: فجئت وقد اجتمع الناس في الحجر، فقلت فيما بيني وبينه إني قد صبوت، قال: أو فعلت؟ قلت: نعم، قال: فنادى بأعلى صوته إن ابن الخطاب قد صبأ.
(2) بالأصل: فدفع.
(3) دلائل النبوة للبيهقي 2 / 219 وما بعدها - طبعة بيروت. وتاريخ الاسلام (السيرة النبوية) ص 174 - 175 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 129 وصدره بقوله: وأخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أنس.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»