تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٢٩٠
هذا قد فتح الله عليك الأرض وأوسع عليك من الرزق فقال سأخاصمك (1) إلى نفسك فذكر أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما كان يلقى من شدة العيش فلم يزل يذكر حتى بكت ثم قال عمر لأشركنهما في مثل عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما مثل عيشهما الرخي رواه يزيد بن هارون فنقص من إسناده أخا إسماعيل أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا أنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني أنا يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي خالد وعن مصعب بن سعد قال قالت حفصة بنت عمر لعمر يا أمير المؤمنين لو لبست ثوبا هو ألين من ثوبك وأكلت طعاما هو أطيب من طعامك قد وسع الله من الرزق وأكثر من الخير قال إني سأخاصمك إلى نفسك أما تذكرين ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يلقى من شدة العطش فما زال يذكرها حتى أبكاها فقال لها إني قد قلت لك (2) إني والله لئن استطعت لأشاركنهما بمثل عيشهما الشديد لعلي أدرك عيشهما الرخي أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) أنا مسلم بن إبراهيم نا أبو عقيل نا الحسن أن عمر بن الخطاب أبى إلا شدة وحصرا على نفسه فجاء الله بالسعة فجاء المسلمون فدخلوا على حفصة فقالوا أبى عمر إلا شدة وحصرا على نفسه وقد بسط الله في الرزق فليبسط في هذا الفئ فيما شاء منه وهو في حل من جماعة المسلمين فكأنها قاربتهم في هواهم فلما انصرفوا من عندها دخل عليها عمر فأخبرته بالذي قال القوم فقال لها عمر يا حفصة بنت عمر نصحت قومك وغششت أباك إنما حق أهلي في نفسي ومالي فأما في ديني وأمانتي فلا أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن ابن طاوس عن عكرمة بن خالد

(١) في الزهد: " سأخصمك " وبهامشه عن نسخة: سأحمك.
(٢) كتبت " لك " فوق الكلام بين السطرين في " ز ".
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / 278.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»