تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٥١٥
قام رجل إلى علي بن أبي طالب فقال يا أمير المؤمنين ما الإيمان (1) قال الإيمان على أربع دعائم على الصبر واليقين والعدل والجهاد فالصبر منها على أربع شعب على الشوق والشفقة والزهادة والترقب فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات ومن زهد في الدنيا تهاون (2) بالمصيبات ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات واليقين على أربع شعب على تبصرة الفطنة وتأويل (3) الحكمة وموعظة العبرة وسنة الأولين فمن تبصر في الفطنة تأول الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين والعدل منها على أربع شعب غامض (4) يعني الفهم وشرائع الحكم ومن حلم لم يفرط أمره وعاش في الناس جميلا والجهاد على أربع شعب على أمر بالمعروف ونهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنان الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر رغم أنف المنافق ومن صدق في المواطن قضى ما عليه ومن شنا الفاسقين وغضب لله (5) غضب الله له قال فقام إليه السائل فقبل رأسه أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ بن نظيف نا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز نا محمد بن الحارث عن المدائني قال كتب علي بن أبي طالب إلى بعض عماله رويدا فكأن قد بلغت المدى وعرضت عليك أعمالك بالمحل الذي ينادي المغتر بالحسرة ويتمنى المضيع التوبة والظالم الرجعة قال ونا ابن مروان نا محمد بن غالب نا أبو حذيفة عن سفيان الثوري عن زبيد اليامي عن مهاجر العامري قال

(1) قارن مع ما جاء في نهج البلاغة: قصار الحكم رقم 31.
(2) نهج البلاغة: استهان بالمصيبات.
(3) نهج البلاغة: وتأول الحكمة.
(4) في نهج البلاغة: على غائص الفهم وغور العلم وزهرة الحكم ورساخة الحلم. ومن حلم لم يفرط في أمره.
وعاش في الناس حميدا.
(5) زيادة لازمة عن نهج البلاغة.
(٥١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 ... » »»