تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٤٩٣
أوفى بن دلهم عن علي بن أبي طالب أنه قال تعلموا العلم تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله فإنه يأتي من بعدكم زمان ينكر فيه الحق تسعة أعشاره وانه لا ينجو منه إلا الاكل نومة مننت (1) الداء أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم ليسوا بالعجل المذاييع (2) البذر ثم قال إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة مقبلة ولكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ألا وإن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطا والتراب فراشا (3) والماء طيبا ألا من اشتاق إلى الآخرة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن الحرمات (4) ومن (5) زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ألا إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين وأهل النار في النار معذبين شرورهم مأمونة وقلوبهم محزونة وأنفسهم عفيفة وحوائجهم خفيفة صبروا أيام العقبى لراحة طويلة أما الليل فصافون أقدامهم يجري (6) دموعهم على خدودهم يجأرون إلى ربهم ربنا ربنا يطلبون فكاك رقابهم وأما النهار فعلماء حلماء بررة أتقياء كأنهم القداح ينظر إليهم الناظر فيقول مرضى وما بالقوم من مرض وخولطوا ولقد خالط القوم أمر عظيم أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة وأبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد الحافظ وأبو الحسن سهل بن عبد الله بن علي الغازي وأبو بكر محمد بن علي بن محمد بن جولة الأبهري ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا سليمان بن إبراهيم ح وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الفضل الحداد أنا أبو بكر بن جولة قالوا أنا محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني إملاء نا أبو علي الحسين بن علي نا محمد بن زكريا نا العباس بن بكار نا أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس قال قال عمر لعلي عظني يا أبا الحسن قال لا تجعل يقينك شكا ولا علمك جهلا

(١) كذا رسمها بالأصل وفي البداية والنهاية: إلا كل أواب منيب.
وفي المختصر: إلا كل نومة منبت الداء.
(٢) الأصل: الذايع والمثبت عن البداية والنهاية والمختصر.
(٣) (والتراب فراشا) ليس في المطبوعة.
(٤) في البداية والنهاية: المحرمات.
(٦) كذا بالأصل والمطبوعة وفي البداية والنهاية: تجري.
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»