تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٤٦٢
يتعسر عليكم عند الحاجة إليها والظبا (1) جمع ظبة وظبة السيف أي حده وهو من المنقوص مثل قلة وثبة فجمعهما على الأصل وقوله وصلوا السيوف (2) بالخطا يقول إذا قصرت عن الضرائب (3) تقدمتم وأسرعتم حتى تلحقوا مثل قول قيس بن الحطيم * إذا قصرت أسيافنا كان وصلها * بخطانا إلى أعدائنا فنضارب * وقوله والرماح بالنبل يريد إذا قصرت الرماح ببعد من تريد أن تطعنه رميته بالنبل وقوله امشوا إلى الموت مشية سجحا أو سجحاء أي سهلة لا تنكلوا ومنه قول عائشة لعلي يوم الجمل ملكت فأسجح أي سهل ويقال حد أسجح أي سهل وقوله وعليكم الرواق المطنب يعني رواق البيت المشدود بالأطناب وهي حبال تشد به وهذا مثل قول عائشة ضرب الشيطان روقه ومد طنبه وقد ذكرته في حديثها وفسرته وقوله قد قدم للوثبة يدا وأخر للنكوص رجلا وهو مثل قوله الله " وإذا زين لهم الشيطان أعمالهم إلى قوله نكص على عقبيه " (4) أي رجع على عقبيه وأراد علي أنه قد قدم يدا ليثب إن رأى فرصة وإن رأى الأمر على ما هو معه نكص وخلاه وقوله والحظوا الشزر هو النظر بمؤخر العين نظر العدو المبغض يقول الحظوهم شزرا ولا تنظروا إليهم نظر امن لهم فإن ذلك أهيب لكم في صدورهم والطعن الشزر ما كان حذاء وجهك والسرر (5) عن يمينك وشمالك والنتر من الطعن الحلمي وهذا أشبه الوجهين عندي بما أريد من الحديث لأن اختلاس الطعن من حذق الطاعن تقول العرب طعن بتر وضرب هبر أي يقطع من اللحم قطعا يلقيها ورمي سعر أي كأنه نار يقال سعرت النار إذا ألهبتها وقال الأصمعي أيضا طعن بتر قال وطعنة الفارس بترة وكان ينشد * فتبعته طعنة بترة * يسيل عن الصدر منها حبيب * وغيره يرويه ثرة وقال الشاعر في اختلاس الطعن

(1) بياض بالأصل واللفظة مستدركة عن المختصر.
(2) بياض بالأصل والمستدرك عن المختصر.
(3) في المطبوعة: (الضراسة) والمثبت يوافق رواية المختصر.
(4) سورة الأنفال الآية: 48.
(5) كذا بالأصل.
(6) في المطبوعة: فطعنته.
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»