تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٤٦٤
الثانية فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم فإن كان الذي قاتل قد حل قتالهم فقد حل سبيهم وإن لم يكن حل سبيهم ما حل قتالهم قال (1) وأما الثالثة فإنه محا اسمه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين فإنه أمير المشركين قال (2) قلت لهم هل غير هذا قالوا حسبنا هذا قال قلت أرأيتم إن خرجت إليكم من هذا من كتاب الله وسنة رسوله أراجعون أنتم قالوا وما يمنعنا قال قلت ما قولكم إنه حكم الرجال في أمر الله وما للرجال ولحكم الله فإني سمعت الله يقول في كتابه " يحكم به ذوا عدل منكم " (3) في ثمن صيد أرنب أو نحوه يكون قيمته ربع درهم فوض الله الحكم فيه إلى الرجال ولو شاء أن يحكم لحكم وقال " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما " (4) أخرجت من هذه قالوا نعم قال قلت وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم فإنه قاتل أمكم وقال الله " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " (5) فإن زعمتم أنها ليس بأمكم فقد كفرتم وإن زعمتم أنها أمكم فما حل سباؤها فأنتم بين ضلالتين أخرجت من هذه قالوا نعم قال وأما قولكم فإنه محا اسمه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين فإنه أمير المشركين فإني أنبئكم بذلك عن من ترضون وأراكم قد منعتموه أما تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الحديبية وقد جرى الكتاب بينه وبين سهيل بن عمرو فقال يا علي اكتب هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو قال فقالوا لو نعلم بأنك رسول الله ما قاتلناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك قال فقال اللهم إنك تعلم أني رسولك قال ثم اخذ الصحيفة فنحاها (6) بيده ثم قال يا علي اكتب هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو فوالله ما أخرجه الله بذلك من النبوة أخرجت من هذه قالوا نعم قال فرجع ثلثهم وانصرف ثلثهم (7) وقتل سائرهم على ضلالة

(1) كذا بالأصل والأشبه: قالوا.
(2) الأصل: فان.
(3) سورة المائدة الآية: 95.
(4) سورة النساء الآية: 35.
(5) سورة الأحزاب الآية: 6.
(6) كذا بالأصل ولعله: (فمحاها بيده) وهي عبارة المطبوعة.
(7) كذا بالأصل.
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»