تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ١١٨
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد أنا أبو محمد الحسن (4) بن أحمد بن محمد المخلدي أنا أبو عمران موسى بن العباس نا ابن أبي الحنين نا أحمد بن مفضل عن يحيى بن سلمة بن نفيل عن مسلم الملائي عن خيثمة بن عبد الرحمن قال قلت لسعد بن أبي وقاص ما خلفك عن علي أشئ رأيته أو شئ سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا بل رأيته أما إني قد سمعت له من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثا لو تكون واحدة لي منها أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ومن الدنيا وما فيها لما كان غزوة تبوك خلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا في أهله قال فوجد علي في نفسه فقال له أما ترضى أن تكون مني منزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبوة [* * * *] وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار لا يرجع حتى يفتح عليه فلما أصبح صلى الفجر ثم نظر في وجوه القوم فرأى عليا منكسا في ناحية القوم يشتكي عينيه قال فدعاه فقال يا رسول الله أني أرمد قال فأخذ يمسح (2) عينيه ودعا له قال علي فوالذي بعثه بالحق ما اشتكيتها بعد قال ثم أعطاه الراية قال فمضى بها قال وأبلغه الناس من خلفه قال فما تكامل الناس من خلفه حتى لقي مرحب فاتقاه (3) بالرمح فقتله ثم مضى إلى الباب حتى أخذ بحلقة الباب ثم قال أنزلوا يا أعداء الله على حكم الله وحكم رسوله وعلى كل بيضاء وصفراء قال فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجلس على الباب فجعل علي يخرجهم على حكم الله وحكم رسوله فبايعهم وهو أخذ بيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فخرج حيي ين أخطب قال فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) برئت منك ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتني شيئا قال نعم وكانت له سقاية في الجاهلية فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما فعلت سقايتكم التي كانت لكم في الجاهلية قال فقال يا رسول الله أجلينا يوم النضير فاستمددناها ما نزل بنا من الحاجة قال فبرئت منك ذمة الله وذمة رسوله إن كذبتني قال نعم قال فأتاه الملك فأخبره فدعاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أذهب إلى جذوع نخلة كذا وكذا فإنه قد نقرها وجعل السقاية في جوفه قال فاستخرجها فجاء بها قال فلما جاء بها قال لعلي قم فاضرب عنقه قال فقام إليه

(1) كذا بالأصل وم و (ز) وفي المطبوعة: أبو محمد الحسن بن الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي.
(2) الأصل: فمسح والمثبت عن م وفي المطبوعة: فأخذه إليه فمسح..
(3) إعجامها مضطرب بالأصل والمثبت عن م والمطبوعة.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»