ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخطب الناس فقال أيها الناس (1) الناس معادن كبارهم في الجاهلية كبارهم في الإسلام إذا فقهوا لا يؤذين مسلم بكافر [8211] أخبرنا أبو غالب (2) بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي المصيصي نا محمد بن سفيان بن موسى الصفار نا سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي نا ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال رأيت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني فلما أسلم خالد بن الوليد رحمه الله قيل صدق الله رؤياك يا رسول الله هذا كان لإسلام خالد قال ليكونن غيره حتى أسلم عكرمة بن أبي جهل كان ذلك تصديق رؤياه حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم لفظا وأبو القاسم بن عبدان قراءة قالا (3) أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا علي بن يعقوب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم أنا محمد بن عائذ قال قال الوليد وثنا محمد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر وغيره أن عكرمة هرب يوم فتح مكة من الإسلام فجاءت امرأته أم حكيم الحولاء ابنة الحارث بن هشام فسألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمانا له فكتب له أمانا فانطلقت به فأدركته وقد ركب سفينة فنادته يا ابن عم هذا أمان معي من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن تسلم وتقبل أمان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأنا زوجتك وإلا انقطعت العصمة فيما بيني وبينك فلم يلتفت إليها وتهيأ نوتي (3) السفينة ليدفع سفينته فتكلم عكرمة بشركه باللات والعزى فقال النوتي (4) أخلص فإنه لن ينجيك (5) إلا الإخلاص قال عكرمة ما أراني أفر إلا من الحق فنزل من السفينة وقبل أمان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورجع مع امرأته فلما تقدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال مرحبا بالمهاجر أعكرمة قال نعم قال مهيم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله استغفر لي يا رسول الله فاستغفر له [8212]
(٦١)