مثله إتقانا وحذقا وأخبرني أنه قرأ بها كذلك على أبي الحسن محمد بن النضر بن الحر ويعرف بابن الأخرم وأنه أخبره أنه قرأ بها على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش الدمشقي وقرأ على أبي عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي وقرأ على أبي سليمان أيوب بن تميم التميمي وقرأ على أبي عمر يحيى بن الحارث الذماري وقرأ على عبد الله بن عامر اليحصبي وقرأ على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي وقرأ على عثمان بن عفان الأموي وقرأ عثمان على النبي (صلى الله عليه وسلم) ذكر عبد المنعم بن علي بن النحوي (1) قال خرج القاضي أبو محمد بن أبي الجن العلوي وجماعة من الشيوخ إلى داريا فأخذوا ابن داود الإمام ليصلي في الجامع (2) في يوم الخميس لأربع بقين من شوال سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وجاءوا به ونصبوه في المحراب في هذا اليوم بعد أن منعهم أهل داريا من ذلك وجرى بينهم كلام فيه جفاء ومات يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة وصلي عليه في الجامع وكان له مشهد حسن ودفن في مقابر باب الصغير فسمعت أبا محمد بن الأكفاني يحكي من حفظه عن بعض مشايخه الذين أدركوا ذلك أن أبا الحسن بن داود كان يؤم أهل داريا فمات إمام جامع دمشق فخرج أهل دمشق إلى داريا ليأتوا به للصلاة بالناس في جامع دمشق وكان فيمن خرج معهم القاضي أبو عبد الله بن النصيبي (3) الحسيني وجلة شيوخ البلد كأبي محمد بن أبي نصر وقال يا أهل داريا أما ترضون أن يسمع (4) في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إلى إمام أهل داريا يصلي بهم فقالوا إنا رضينا وألقوا السلاح فقدمت له بغلة القاضي ليركبها فلم يفعل وركب حمارة كانت له فلما ركب التفت إلى ابن النصيبي فقال أيها القاضي الشريف مثلي يصلح أن يكون إمام الجامع وأنا علي بن داود كان أبي نصرانيا فأسلم وليس لي جد في الإسلام فقال له القاضي قد رضي بك المسلمون
(٤٧٠)