الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال (1) كان علي الأصغر ابن الحسين مع أبيه وهو يومئذ ابن ثلاث وعشرين سنة وكان مريضا فلما قتل الحسين قال عمر بن سعد لا تعرضوا لهذا المريض قال علي بن الحسين فغيبني (2) رجل منهم وأكرم نزلي واختصني (3) وجعل يبكي كلما دخل وخرج حتى كنت أقول إن يكن عند أحد خير فعند هذا إلى أن نادى منادي ابن زياد ألا من وجد علي بن الحسين فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم قال فدخل والله علي وهو يبكي وجعل يربط يدي إلى عنقي وهو يقول أخاف فأخرجني إليهم مربوطا حتى دفعني إليهم وأخذ (4) ثلاثمائة درهم وأنا أنظر فأدخلت على ابن زياد فقال ما اسمك فقلت علي بن حسين قال أولم يقتل الله عليا قال قلت كان أخي أكبر مني يقال له علي قتله الناس قال بل الله قتله قلت " الله يتوفى الأنفس حين موتها " (5) فأمر بقتله فصاحت زينب بنت علي يا ابن زياد حسبك من دمائنا أسألك بالله إن قتله إلا قتلتني معه فتركه فلما صار (6) إلى يزيد بن معاوية قام رجل من أهل الشام فقال إن نساءهم لنا حلال فقال علي بن حسين (7) كذبت ما ذاك لك إلا أن تخرج من ملتنا فأطرق يزيد مليا ثم قال لعلي بن حسين إن أحببت أن تقيم عندنا فتصل رحمك فعلت وإن أحببت وصلتك ورددتك إلى بلدك قال بل تردني إلى المدينة فرده ووصله وكان علي يكنى أبا الحسن قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا سليمان بن إسحاق الجلاب نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (8) نا الفضل بن دكين نا نصر بن أوس قال دخلت على علي بن حسين فقال ممن أنت قلت من طيئ قال حياك الله وحيا قوما اعتزبت إليهم نعم الحي حيك قال قلت من أنت قال أنا (9) علي بن الحسين قلت أولم يقتل مع أبيه قال لو قتل يا بني لم تره
(٣٦٧)