كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأ أبو بكر البيهقي أنبأ أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الزاهد البوشنجي الذي لم أر في أهل التصوف مثله يقول وردت نيسابور سنة ثمان وتسعين ومائتين وأبو عثمان سعيد بن إسماعيل حي ومجالسه داره فكنت أديم الاختلاف إليه وإلى أبي بكر محمد بن إسحاق إلى أن خرجت إلى الحجاز وإلى الشام وانصرفت إلى نيسابور ومنها إلى بوشنج فلما انتهى إلينا ما وقع بين مشايخ نيسابور من (1) الخلاف خرجت من وطني حتى وردت نيسابور فقصدت جنجرود وجلست في مجلس أبي بكر محمد بن إسحاق ثم صرت بعد الظهر إلى خان الحسين وكان مجتمع الفقهاء عند أبي علي الثقفي للتدريس والإلقاء فلما قمنا من المجلس اجتمع علي جماعة يسألوني عن تلك المسائل فلم أتكلم فيها بقليل ولا كثير فلما جن علينا الليل وأنا ثابت في خان الحسين كتبت على باب حانوت أبي علي الثقفي (2) القول ما قاله أبو علي ثم نكرت وخرجت من البلد متوجها إلى الري فلما وصلت إليها دخلت على عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي فأخبرته بما جرى بنيسابور بين أبي بكر وبين أصحابه فقال ما لأبي بكر والكلام إنما الأولى بنا وبه أن لا يتكلم فيما لم يتعلمه فخرجت من عنده حين دخلت على أبي العباس القلانسي فشرح لي تلك المسائل شرحا واضحا وقال كان بعض القدرية من المتكلمين وقع إلى محمد بن إسحاق فوقع لكلامه عنده قبول ثم خرجت إلى بغداد فلم أدع بها فقيها ولا متكلما إلا عرضت عليه تلك المسائل فما منهم أحد إلا وهو شائع أبا العباس القلانسي على مقالته (3) ولأبي بكر محمد بن إسحاق فيما أظهره فلما كان بعد أشهر ورد أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر السمسار بغداد وأنا بها بكتب من محمد بن إسحاق إلى جماعة من العلماء في أمر تلك المسائل فبينا أنا أسير ذات يوم ببغداد إذ تعلق بي أبو عمرو بن عمر وقال ألست من الذين خالفوا الإمام أبا بكر محمد بن إسحاق وتعلق بي جماعة كانوا معه حتى جروني إلى باب الوزير فلما أدخلت (4) عليه أقعدنا بين يديه قال له الوزير ادع عليه ما ذكرته من مذهبه فقال أبو عمرو هذا على مذهب من كفرهم الإمام محمد بن إسحاق فقال الوزير هذا إمام نيسابور ونحن ببغداد خلوا عن الرجل فخلوا عني
(٢١٤)