وقفت خمسا (1) وخمسين وقفة فلما كان من قابل رأيت الناس بعرفات ما رأيت قط أكثر منهم ولا أكثر خشوعا وتضرعا ودعاء فأعجبني ذلك فقلت اللهم من لم تتقبل حجته من هذا الخلق فاجعل ثواب حجتي له وأفضنا من عرفات وبتنا بجمع فرأيت في المنام هاتفا يهتف بي تتسخى علينا وأنا أسخى الأسخياء وعزتي وجلالي ما وقف هذا الموقف أحد قط إلا غفرت له فانتبهت فرحا بهذه الرؤيا فرأيت يحيى بن معاذ الرازي وقصصت عليه الرؤيا فقال إن صدقت رؤياك فإنك تعيش أربعين يوما فلما كان يوم أحد وأربعين جاءوا إلى يحيى بن معاذ فقالوا إن أبا تراب مات فغسله ودفنه أنبأنا أبو الحسن (2) الفارسي أنا أبو بكر المزكي أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت محمد بن عبد الله يقول سمعت أبا عثمان بن الأدمي يقول سمعت إبراهيم الخواص يقول مات أبو تراب بين مكة والمدينة نهشته (3) السباع (4) قال وأنا السلمي قال وقال أبو عمرو الإصطخري رأيت (5) أبا تراب ميتا في البادية قائما منتصبا لا يمسكه شئ أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (6) أنا أحمد بن علي المحتسب نا أبو عبد الرحمن السلمي أن أبا تراب توفي بالبادية قيل نهشته السباع سنة خمس وأربعين ومائتين أخبرنا أبو الحسن (2) عبد الغافر بن إسماعيل في كتابه أنا أبو (7) بكر المزكي أنا أبو عبد الرحمن السلمي أخبرني أحمد بن محمد بن الفضل إجازة قال سألت محمد بن إبراهيم القلزمي عن موت أبي تراب فقال مات أبو تراب سنة خمس وأربعين ومائتين قال وأنا السلمي قال سمعت منصور بن عبد الله يقول قال أبو أيوب النهرواني رأيت كأن القيامة قد قامت والأهوال قد بدت والأمم جاثية على الركب والكل قد همه
(٣٤٨)