تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣٧٤
نحن نأتيك ثم نصير إلى ما أمرتنا به قال فأرسلني الزبير إلى عثمان فقال أقرئه السلام وقل يقول لك أخوك إن بني عمرو بن عوف جاؤوني ووعدوني أن يأتوني ثم يصيروا إلى ما أمرتهم به فإن شئت أن آتيك فأكون رجلا من أهل الدار يصيبني ما يصيب أحدهم فعلت وإن شئت انتظرت ميعاد بني عمرو بن عوف ثم أدفع بهم عنك فعلت قال فدخلت عليه فوجدته على كرسي ذي ظهر ووجدت رياطا مطروحة ومراكن مملوءة ووجدت في الدار الحسن بن علي وابن عمر وأبا هريرة وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير فأبلغت عثمان رسالة الزبير فقال الله أكبر الحمد لله الذي عصم أخي قل (1) له إنك إن تأت الدار تكن (2) رجلا من المهاجرين (3) حرمتك حرمة رجل وعناؤك عناء رجل ولكن انتظر ميعاد بني عمرو بن عوف فعسى الله أن يدفع بك قال فقام أبو هريرة فقال أيها الناس لسمعت أذناي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تكون بعدي فتن وأحداث أو أحداث وفتن فقلت وأين المنجى منها يا رسول الله قال إلى الأمير (4) وحزبه وأشار إلى عثمان فقال القوم ائذن لنا فلنقاتل فقد أمكنتنا البصائر فقال عزمت على أحد كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل قال فبادر الذين قتلوا عثمان ميعاد بني عمرو بن عوف فقتلوه أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن أنا أبو القاسم يوسف بن محمد أنا أبو عمر بن مهدي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي حدثني أحمد بن أبي الخصيب أخبرني الوليد بن مسلم نا عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله المخزومي عن أبيه قال هذا كتاب من عثمان بن عفان إلى أهل الشام حين نهض أهل مصر بعثمان بن عفان (5) بسم الله الرحمن الرحيم من عثمان بن عفان أمير المؤمنين إلى أهل الشام من المؤمنين والمسلمين سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أذكركم الله جل وعز الذي أنعم عليكم وعلمكم الإسلام وهداكم من الضلالة وأنقذكم من الكفر وأراكم البينات وأوسع لكم الرزق ونصركم على العدو وأسبغ عليكم

(١) الأصل: قال، والتصويب عن " ز "، وم.
(٢) الأصول: تكون.
(٣) كذا بالأصول، وفي المطبوعة: من أهلها.
(٤) كذا بالأصول، وفي نسب قريش: الأمين.
(٥) انظر نص الكتاب في تاريخ الطبري ٤ / 407 باختلاف.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»