تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣٦٨
لما حصر عثمان بن عفان حتى والله ما شرب إلا من الفقير (1) فقير الدار قال جبير فدخلت على علي بن أبي طالب فقلت يا ابن أبي طالب أقد رضيت بهذا أن يحصر ابن عمك حتى والله ما شرب إلا من فقير الدار فقال سبحان الله وقد بلغوا هذا منه قال نعم وأشد من هذا قال فحمل الروايا حتى أدخلها عليه وسقاه كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم أنا أبو بكر البيهقي أنا [أبو] (2) عبد الله الحافظ نا أبو جعفر الموسائي وهو محمد بن جعفر بن هارون بن موسى بن جعفر حدثني أبو الحسين محمد بن السكن حدثني أبي حدثني دارم بن سليمان قال قال أبي كنت عند عدي بن حاتم الطائي فذكر قريشا وما رزقوا من الفصاحة والبيان فقال أما الرسول (صلى الله عليه وسلم) فهو ينطق بالوحي ولا ينطق عن الهوى وأما سائر قريش في الجاهلية والإسلام فإنهم فارقوا الناس ولقد كنت عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إذ وردت عليه رقعة من عثمان بن عفان بخطه تجنى علي كي يقارضني ذنبا * وأبدى عتابا فامتلأت له عتبا فلو لي قلوب العالمين بأسرها * لما تركت لي من معاتبة قلبا معاتبة السلفين تحسن مرة * فإن أكثر إدمانها أفسدا (3) الحبا وقد قال في بعض الأقاويل قائل * أراد به العتبى (4) ولم يرد العتبا إذا شئت أن تقلى فزر متتابعا * وإن شئت أن تزداد حبا فزر غبا * أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن هشام بن عروة قال كان عثمان أروى الناس للبيت (5) والبيتين والثلاثة إلى الخمسة أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر

(1) أي بئر، وهي قليلة المياه (انظر اللسان: فقر).
(2) الزيادة عن م و " ز ".
(3) الأصول: أفسد، والمثبت عن اللسان (سلف)، ونسبه لعثمان بن عفان.
(4) العتبى: الرجوع عن الإساءة إلى ما يرضي العاتب.
والعتب: اللوم على إساءة.
(5) الأصل وم: و " ز ": البيت، والتصويب عن المختصر 16 / 212.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»