تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣٦٠
جاءنا كتاب من عثمان فقرئ على الناس يوصيهم بتقوى الله ويحذرهم الفتنة ويأمرهم بالجماعة ثم ذكر فيه أما بعد فإن جيش ذي المروة نزلوا وكان مما صالحتهم عليه أن يؤدوا (1) إلى كل ذي حق حقه فمن كانت له عندي طلبة (2) ضربة من سوط فما سواه فليأت فمن أبطأ أو تأنى فليتصدق فإن الله يجزي المتصدقين قال فقال أهل المسجد اللهم قد تصدقنا أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) أنا محمد بن عمر أنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبي جعفر القارئ (4) مولى [ابن] (5) عياش المخزومي قال كان المصريون الذين حصروا عثمان ستمائة رأسهم عبد الرحمن بن عديس البلوي وكنانة بن بشر بن عتاب الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي والذين قدموا من الكوفة مائتين رأسهم مالك الأشتر النخعي والذين قدموا من البصرة مائة رجل رأسهم حكيم بن جبلة العبدي (6) وكانوا يدا واحدة في الشر وكان حثالة من الناس قد ضووا إليهم قد مرجت (7) عهودهم وأماناتهم مفتونون وكان أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) الذين خذلوه كرهوا الفتنة وظنوا أن الأمر لا يبلغ قتله فندموا على ما صنعوا في أمره ولعمري لو قاموا أو قام بعضهم فحثا في وجوههم التراب لانصرفوا خاسئين (8) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل بن الكريدي أنا أبو الحسن العتيقي أنا أبو الحسن الدارقطني نا أحمد بن علي بن العلاء نا أبو الأشعث أحمد بن

(١) كذا بالأصول كلها، ولعل الصواب: " يؤدي " أو " نؤدي ".
(٢) الطلبة: ما كان لك عند آخر من حق تطالبه به.
(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٧١.
(٤) هو يزيد بن القعقاع، وقيل فيروز بن القعقاع مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، ترجمته في تهذيب الكمال ٢١ / 145.
(5) سقطت من الأصول، واستدركت للإيضاح عن تهذيب الكمال. وابن سعد.
(6) الأصل: العبدة، والتصويب عن " ز "، وم، وابن سعد.
(7) كذا بالأصول، وفي ابن سعد: " مزجت " يقال: مرج العهد والأمانة والدين: فسد، ومرج العهود واضطرابها قلة الوفاء بها (تاج العروس بتحقيقنا - مرج).
(8) في ابن سعد: خاسرين.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»