تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣٥٦
قال عمرو بن العاص لعثمان وهو على المنبر يا عثمان إنك قد ركبت بهذه الأمة نهابير (1) من الأمر فتب وليتوبوا معك قال فجعل وجهه إلى القبلة فرفع يديه فقال اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك ورفع الناس أيديهم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ وأبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني قالا أنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي أنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار نا سعدان بن نصر نا شبابة بن سوار عن عاصم بن محمد العمري عن أبيه عن ابن عمر أنه دخل على عثمان وهو محصور فكان يستشيره فقال ما تقول في هؤلاء القوم فقال أرى أن تعطيهم ما سألوك من وراء عتبة بابك غير أن لا تخلع لهم سربالك الذي سربلك الله به من الخلافة قال فقال دونك عطاءك وكان واجدا عليه قال ليس هذا يوم ذاك ثم خرج ابن عمر عليهم فقال إياكم وقتل هذا الشيخ والله لئن قتلتموه لم تحجوا البيت جميعا أبدا ولم تجاهدوا عدوكم جميعا أبدا ولم تقسموا فيئكم جميعا أبدا إلا أن تجتمع الأجساد والأهواء مختلفة والله لقد رأيتنا وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متوافرون نقول أبو بكر ثم عمر ثم عثمان أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (2) وحدثني كهمس بن المنهال نا سعيد بن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم عن نافع أو غير نافع (3) قال دخل ابن عمر على عثمان وعنده المغيرة بن الأخنس فقال انظر ما يقول هؤلاء قال يقولون اخلعها ولا تقتل نفسك فقال ابن عمر إذا خلعتها أمخلد (4) أنت في الدنيا قال لا قال فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك قال لا قال فهل يملكون لك جنة (5) ونارا قال لا [قال] (6) فلا أرى لك أن تخلعها ولا أرى لك أن تخلع قميصا

(١) النهابير: بالأصل: الرمال، ويعني بها المهالك، وعنى بها أمورا شدادا صعبة: شبهها بنهابير الرمل لأن المشي يصعب على من ركبها (اللسان).
(٢) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٧٠.
(3) قوله: " أو غير نافع " ليس في تاريخ خليفة.
(4) الأصل: اتخلد، والمثبت عن م و " ز "، وتاريخ خليفة.
(5) في تاريخ خليفة: جنة أو نارا.
(6) زيادة للإيضاح عن م، و " ز "، وتاريخ خليفة.
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»