تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣٦٢
بلغ (1) الحزام الطبيين (2) وخلف السيل الزبى وبلغ الأمر فوق قدره وطمع في الأمر (3) من لا يدفع عن نفسه فإن كنت مأكولا فكن خير آكل * وإلا فأدركني ولما أمزق * قال ابن مزيد حدثني هذا الحديث بعينه أحمد بن الحارث الخزاز (3) عن أبي الحسن المدائني سنة اثنتين [وخمسين يعني] (4) ومائتين قال أبو عبيد قوله بلغ السيل الزبى فإنه زبى الأسد التي تحفر لها وإنما جعلت مثلا في بلوغ السيل إليها لأنها إنما تجعل في الروابي من الأرض ولا تكون في المنحدر وليس يبلغها إلا سيل عظيم (6) قال القاضي أبو الفرج وقوله جاوز (7) الحزام الطبيين يعني أنه قد اضطرب من شدة السير حتى خلف الطبيين من اضطرابه يضرب هذا المثل للأمر الفظيع الفادح الجليل (8) وأما قوله فإن كنت مأكولا فكن خير آكل * وإلا فأدركني ولما أمزق فإن هذا البيت تمثل به لشاعر من عبد قيس [جاهلي يقال له الممزق وإنما سمي ممزقا لبيته هذا وقال الفراء الممزق قال القاضي أبو الفرج] (9) ومن الزبية التي هي مصيدة الأسد قول الطرماح بن حكيم (10)

(1) كذا بالأصول: بلغ الحزام... وخلف السيل.
(2) الجليس الصالح: طمع في من لا يدفع.
(3) كذا بالأصل، وتقرأ في " ز ": " الحزاز " وفي م: " الخزاز ".
(4) الزيادة عن " ز "، وم، والجليس الصالح بدون: يعني.
(5) الأصل: التحدر، والمثبت عن " ز "، وم، والجليس الصالح.
(6) انظر في هذا المثل: أمثال أبي عبيد 343، فصل المقال 472 وجمهرة الأمثال 1 / 220 ومجمع الأمثال 1 / 91.
(7) كذا ورد هنا بالأصول، ومر قريبا: " بلغ ".
(8) انظر أمثال أبي عبيد 343 وجمهرة الأمثال 1 / 308 ومجمع الأمثال 1 / 166.
(9) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز "، وم، والجليس الصالح وضبطت اللفظتان " الممزق " في الموضعين عن الجليس الصالح، وفي تاج العروس بتحقيقنا: مزق: الممزق كمعظم هذا ضبطه الفراء.
(10) ديوانه ص 158 والكامل للمبرد 1 / 27 واللسان (زبى).
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»