تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٢٤٩
قال ونا عبد الله (1) نا عثمان بن هشام بن دلهم نا إسماعيل بن الخليل عن علي بن مسهر عن إسماعيل بن أبي خالد قال لما نزل أهل مصر الجحفة (2) يعاتبون عثمان صعد عثمان المنبر فقال جزاكم الله يا أصحاب محمد عني شرا أذعتم السيئة (3) وكتمتم الحسنة وأغريتم بي (4) سفهاء الناس أيكم يأتي هؤلاء القوم فيسألهم ما الذي نقموا (5) وما الذي يريدون ثلاث مرات لا يجيبه أحد فقام علي فقال أنا فقال عثمان أنت أقربهم رحما وأحقهم بذلك فأتاهم فرحبوا به وقالوا ما كان يأتينا أحد (6) أحب إلينا منك فقال ما الذي نقمتم قالوا نقمنا أنه محا كتاب الله وحمى الحمى (7) واستعمل أقرباءه وأعطى مروان مائة ألف وتناول أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فرد عليهم عثمان أما القرآن فمن عند الله إنما نهيتكم لأني خفت عليكم الاختلاف فاقرءوا على أي حرف شئتم وأما الحمى فوالله ما حميته لإبلي ولا غنمي وإنما حميته لإبل الصدقة لتسمن وتصلح وتكون أكثر ثمنا للمساكين (8) وأما قولكم أني أعطيت مروان (9) مائة ألف فهذا بيت مالهم فليستعملوا (10) عليه من أحبوا وأما قولهم تناول أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فإنما أنا بشر أغضب وأرضى فمن ادعى قبلي حقا أو مظلمة فهذا أنا فإن شاء قود وإن شاء عفو وإن شاء أرضي فرضي الناس واصطلحوا ودخلوا المدينة وكتب بذلك إلى أهل البصرة وأهل الكوفة فمن لم يستطع أن يجئ فليوكل وكيلا أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو يعلى محمد بن الحسين ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأخبرنا أبو السعود بن المجلي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو علي محمد بن وشاح قالوا أنا عيسى بن علي أنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي نا زكريا بن

(1) الخبر في كتاب المصاحف ص 45 - 46.
(2) تقدم التعريف بها.
(3) مكررة بالأصل.
(4) الزيادة عن م وكتاب المصاحف.
(5) أي أنكروا.
(6) الزيادة عن م وكتاب المصاحف.
(7) الحمى موضع فيه كلا يحمى من الناس أن يرعى (انظر اللسان: حما).
(8) في كتاب المصاحف: للمسلمين.
(9) الزيادة عن م وكتاب المصاحف.
(10) الأصل وم: فيستعملوا، والمثبت عن كتاب المصاحف، وفي المطبوعة: فيستعملون.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»