تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٢٤٧
سيرة قوم يريدون الله لئلا تكون لهم على الله حجة وكتب إن الله ألف بين قلوب المسلمين على طاعته وقال سبحانه " لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم " (1) وهو مفرقها على معصيته ولا تعجلوا على أحد بحد قبل استيجابه فإن الله تعالى قال " لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر " (2) من كفر (3) داويناه بدوائه ومن تولى على الجماعة أنصفناه وأعطيناه حتى يقطع حجته وعذره إن شاء الله قال ونا سيف عن محمد وطلحة قالا قام عثمان بالمدينة فقال إن الناس يبلغني عنهم هنات وهنات وأني والله لا أكون أول من فتح بابها ولا أدار رحاها ألا وإني زام نفسي بزمام وملجمها بلجام فأقودها بزمامها وأكبعها (4) بلجامها ومناولكم طرف الحبل فمن اتبعني حملته على الأمر الذي يعرف ومن لم يتبعني ففي الله خلف منه وعزاء عنه ألا وإن لكل نفس يوم القيامة سائقا وشاهدا سائق يسوقها على أمر الله وشاهد يشهد عليها بعملها فمن كان يريد الله بشئ فليبشر ومن كان إنما يريد الدنيا فقد خسر قال ونا سيف عن إسماعيل بن أبي خالد عن يحيى بن رافع قال سمعت عثمان يقرأ هذه الآية " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد " (5) على المنبر سائق يسوقها إلى أمر الله وشهيد يشهد عليها بما عملت أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (6) أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو عمرو عثمان بن محمد نا عبد الله بن سليمان (7) نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة بن الحجاج عن علقمة بن مرثد الحضرمي قال أبو داود نا محمد بن أبان الجعفي سمعه من علقمة بن مرثد وحديث محمد أتم عن عقبة بن جرول الحضرمي قال لما خرج المختار كنا هذا الحي من حضرموت أول من يسرع إليه فأتانا سويد بن غفلة الجعفي فقال إن لكم علي حقا وإن لكم جوارا وإن لكم قرابة والله لا أحدثكم اليوم إلا

(1) سورة الأنفال، الآية: 63.
(2) سورة الغاشية، الآيتان: 22، 23.
(3) الزيادة عن م.
(4) كذا بالأصل وم، كبعه عن الشئ يكبعه كبعا: منعه.
(5) سورة ق، الآية: 21.
(6) الأصل: المزرقي بالقاف، تصحيف، والتصويب عن م.
(7) الخبر في كتاب المصاحف ص 29.
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»