تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٢٤٨
شيئا سمعته من المختار أقبلت من مكة وإني لأسير إذ غمزني غامز من خلفي فالتفت فإذا المختار فقال لي يا شيخ ما بقي في قلبك من حب ذلك الرجل يعني عليا قلت إني أشهد الله إني أحبه بسمعي وقلبي وبصري ولساني قال ولكني أشهد الله أني أبغضه بقلبي وسمعي وبصري ولساني قال قلت أبيت والله إلا تثبيطا عن آل محمد وتربيثا لحراق (1) المصاحف أو قال خراق (2) وهو أحدهما يشك أبو داود فقال سويد والله لا أحدثكم إلا شيئا سمعته من علي بن أبي طالب سمعته يقول يا أيها الناس لا تغلو في عثمان ولا تقولوا له إلا خيرا أو قولوا له خيرا في المصاحف وإحراق المصاحف فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعا فقال ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول إن قراءتي خير من قراءتك وهذا يكاد أن يكون كفرا قلنا فما ترى قال نرى أن يجمع الناس على مصحف واحد فلا يكون فرقة ولا يكون اختلاف قلنا فنعم ما رأيت قال فقيل أي الناس أفصح وأي الناس أقرأ قالوا أفصح (3) الناس سعيد بن العاص وأقرأهم زيد بن ثابت فقال ليكتب أحدهما ويملي الآخر ففعلا وجمع الناس على مصحف قال قال علي والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل قال ونا عبد الله بن سليمان (4) نا إسحاق بن إبراهيم النهشلي نا أبو داود نا شعبة (5) عن من سمع سويد بن غفلة يقول سمعت عليا يقول رحم الله عثمان لو وليته لفعلت ما فعل في المصاحف وقال محمد بن أبان (6) أخبرني علقمة بن مرثد قال سمعت العيزار بن جرول (7) الحضرمي يقول لما خرج المختار فذكر نحوه ولم يذكر قراءته وقال فليكتب سعيد ويملي زيد قال فكتب مصاحف وبعث بها في الأمصار وساقه

(1) في كتاب المصاحف: وترثيثا في إحراق المصاحف، أو قال: حراق.
(2) عن م وكتاب المصاحف وبالأصل: هذا.
(3) عن م وكتاب المصاحف وبالأصل: أسعد.
(4) الخبر في كتاب المصاحف ص 30.
(5) بعدها في كتاب المصاحف: ومحمد بن أبان الجعفي كلاهما عن علقمة بن مرثد قال شعبة.
(6) كتاب المصاحف ص 30.
(7) كذا بالأصل وم، وفي كتاب المصاحف: حريث.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»