أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان وأبو المعالي الحسين بن حمزة قالوا أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد أنا جدي أبو بكر أنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي نا علي بن الأعرابي نا علي بن عمروس ح قال ونا الخرائطي نا أبو الفضل العبا س بن الفضل الربعي عن بعض مشايخه قال نزل عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب منزلا منصرفه من الشام نحو الحجاز فطلب غلمانه طعاما فلم يجدوا في ذلك المنزل ما يكفيهم لأنه كان مر به زياد بن أبي سفيان أو عبيد الله بن زياد في جمع عظيم فأتوا على ما فيه فقال عبيد الله لوكيله اذهب في هذه البرية فلعلك ان تجد راعيا أو تجد أخبيه فيها لبن أو طعام فمضى القيم ومعه غلمان عبيد الله فدفعوا إلى عجوز في خباء فقالوا هل عندك من طعام نبتاعه منك قالت أما طعام أبيعه فلا ولكن عندي ما بي إليه حاجة لي ولبني قالوا وأين بنوك قالت في رعي لهم وهذا أوان أوبتهم قالوا فما أعددت لك ولهم قالت خبزة وهي تحت ملتها (2) أنتظر بها ان يجيئوا قالوا فما هو غير ذلك قالت لا قالوا فجودي لنا بنصفها قالت اما النصف فلا أجود به ولكن إن أردتم الكل فشأنكم بها قالوا فلم تمنعين النصف وتجودين بالكل قلت لأن إعطاء الشطر نقيصة وإعطاء الكل فضيلة فانا امنع ما يضعني وأمنح ما يرفعني فأخذوا الملة ولم تسألهم من هم ولا من أين جاءوا فمال أتوا بها عبيد الله وأخبروه بقصة العجوز عجب وقال ارجعوا إليها فاحملوها إلي الساعة فرجعوا وقالوا انطلقي نحو صاحبنا فإنه يريدك قالت ومن هو صاحبكم أصحبه الله السلامة قالوا عبيد الله بن العباس قالت ما أعرف هذا الاسم فمن بعد العباس قالوا العباس عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت هذا وأبيكم الشرف العالي ذروته الرفيع عماده هو أبو هذا عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا نعم قالت عم قريب أم عم بعيد قال عم هو صنو أبيه وهو عصبته قالت ويريد ماذا قالت يريد مكافأتك وبرك قالت على ما قالوا على ما كان منك قالت أوه لقد أفسد الهاشمي بعض ما أثل له ابن عمه والله لو كان ما فعلت معروفا ما أخذت بدينه فكيف وإنما هو شئ يجب على الخلق أن يشارك بعضهم فيه بعضا قالوا فانطلقي فإنه يحب أن يراك قالت قد تقدم منكم وعيد ما أجد نفسي تسخو بالحركة معه
(٤٨٨)