أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ (1) نا عبد الله بن محمد نا أحمد بن الحسن (2) نا أحمد بن إبراهيم نا سعيد بن عامر عن جويرية عن إسماعيل بن أبي حكيم وكان كاتب عمر بن عبد العزيز بالمدينة فلم يزل معه بالشام قال دخل عبد الملك على أبيه عمر فقال أين وقع رأيك فيما ذكر لك من مزاحم من رد المظالم قال علي إنفاده فرفع عمر يديه ثم قال الحمد لله الذي جعل لي من ذريتي من يعينني على أمر ديني نعم يا بني أصلي الظهر إن شاء الله ثم أصعد المنبر فأردها على رؤوس الناس فقال عبد الملك يا أمير المؤمنين من لك بالظهر ومن لك يا أمير المؤمنين إن بقيت أن تسلم لك نيتك للظهر قال عمر فقد تفرق للناس للقائلة فقال عبد الملك تأمر مناديا فينادي الصلاة جامعة حتى يجتمع الناس فأمر منادية فنادى فاجتمع الناس وقد جاء بسفط أو جونه فيها تلك الكتب وفي يد عمر جلم (3) يقصه حتى نودي بالظهر أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان (4) حدثني أبو بشر نا سعيد عن جويرية بن أسماء (5) عن إسماعيل بن أبي حكيم قال كنا عند عمر بن عبد العزيز حتى تفرق الناس دخل لأهله للقائلة قال فإذا مناد ينادي الصلاة جامعة قال ففزعنا فزعا شديدا مخافة أن يكون قد جاء فتق من وجه من الوجوه أو حدث حدث قال جويرية وإنما كان دعا مزاحما فقال يا مزاحم إن هؤلاء القوم قد أعطونا عطايا والله ما كان لهم أن يعطونا وما كان لنا أن نقبلها وإن ذاك قد صار إلي ليس على نية دون الله محاسب فقال له مزاحم يا أمير المؤمنين هل تدري كم ولدك هم كذا وكذا فذرفت عيناه وجعل يستدمع ويقول أكلهم إلى الله ثم انطلق مزاحم من وجهه حتى أستأذن على عبد الملك فإذن له وقد اضطجع للقائلة فقال له عبد الملك ما جاء بك يا مزاحم هذه الساعة هل حدث من حدث قال نعم أشد الحدث عليك وعلى بني (6) أبيك قال
(٤٨)