تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٣٠١
ولا تأمرن على رجلين قال قلت هذا أعبد الله وأقيم الصلاة وأوتي الزكاة وأحج البيت وأصوم رمضان أرأيت قولك ولا تأمرن على رجلين فوالله ما يصيب الناس الخير والشرف إلا في الإمارة في الدنيا قال إنك استجهدتني (1) فجهدت لك إن الناس دخلوا في الإسلام طوعا وكرها فهم عواذ الله وجيران الله وفي ذمة الله فمن ظلم أحدا منهم فإنما يحقر ذمة الله وإن أحدكم لتؤخذ شاة جاره وبعير جاره فيظل ناتئ عضله (2) لجاره والله من وراء جاره فلما قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) واستخلف أبو بكر قال قلت صاحبي الذي قال لي ما قال لآتينه قال فأتيت المدينة فالتمست خلوته حتى أتيته قال فسلمت عليه وتعرفت إليه فعرفني فقلت له أما تذكر قولا قلته لي قال وما هو قال قلت قولك ولا تأمرن على رجلين قال بلى إن الناس كانوا حديث عهد بكفر وإني خشيت عليهم وإن أصحابي لم يزالوا بي حتى جعلوا عليه وأنا كاره قال فوالله ما زال يعتذر إلي حتى عذرته (3) أخبرناه أبو أبو العز أحمد بن عبيد الله (4) أنا أبو محمد الجوهري أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا عمر بن أيوب السقطي نا الحسن بن حماد الضبي نا عبدة عن هشام عن أبيه قال قام أبو بكر خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني وليت أمركم

(١) في مغازي الواقدي ٢ / ٧٧٢ استنصحتني.
(٢) الناتئ: المرتفع المتفخ، والعضل جمع عضلة، وهي القطعة من اللحم الشديدة (شرح أبي ذر ص ٤٥٤).
(٣) قبله في م، ورد خبر، وقد سقط من الأصل، وتمام روايته:
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر الديباجي، أنا علي بن عبد الله بن... نا محمد بن حرب، نا أبو مروان الغساني، قال: قال هشام ٦ كانت خطبة أبي بكر حين استخلف: أما بعد، فإني وليت أمركم ولست بخيركم، ولكنه نزل القرآن، وسن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علينا، فعلمنا أن أكيس الكيس التقي، وإن أحمق الحمق الفجور،... الضعيف حتى خذ له حقه، وإن أضعفكم عندي القوي حتى أخذ منه الحق، إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أنا أحسنت فأعينوني، وإن أنا زغت فقوموني.
وروي من وجه آخر، فيه ذكر عروة.
(4) في م: عبد الله.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»