تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٣٠٣
طاوس بن شكر العاقولي ثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران نا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع الحافظ نا محمد بن زكريا نا محمد بن محبب (1) أبو همام ثنا ميمون المراني (2) عن الحسن قال لما استخلف أبا بكر قام فخطب فحمد الله وأثنى عليه وقال إن كنتم تكلفوني أن أقوم فيكم مقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني لا أفي بذاكم كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخصه الله بالوحي أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو (3) عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (4) نا وهب بن جرير نا أبي قال سمعت الحسن قال لما بويع أبو بكر قام خطيبا فلا والله ما خطب خطبته أحد بعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني وليت هذا الأمر وأنا له كاره ووالله لوددت أن بعضكم كفانيه (5) ألا وإنكم إن كلفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم أقم به كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبدا (6) أكرمه الله بالوحي وعصمه به ألا وإنما أنا بشر ولست بخير من أحد منكم فراعوني فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني وإن رأيتموني زغت فقوموني واعلموا أن لي شيطانا يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم وقد وقعت لي هذه الحكاية أعلا مما ها هنا إلا أن فيها اختصارا أخبرنا بها أبو بكر الأنصاري أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي قراءة عليه وأنا حاضر أنبأ عبد الله بن إبراهيم بن ماسي نا أبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي نا عبد الواحد بن غياث نا أبو هلال نا الحسن قال لما استخلف أبو بكر تكلم بكلام والله ما تكلم به أحد بعده فقال يا أيها الناس تكلفوني سنة محمد (صلى الله عليه وسلم) وإن الله كان يعصم نبيه بالوحي إني والله لوددت أنكم كفيتموني وإن لي شيطانا يعتريني ثلاث مرار فإذا اعتراني فاجتنبوني لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم وتعاهدوني بأنفسكم فإن

(١) محبب بالمهملة وموحدتين على وزن محمد، تهذيب التهذيب.
ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / 193.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) عن م، سقطت من الأصل.
(4) الخبر في طبقات ابن سعد 3 / 212.
(5) عن ابن سعد، وفي الأصل وم: كفايته.
(6) عن م وابن سعد، وبالأصل: عبد.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»