معاوية وعليك السلام يا أبا مسلم فقال أبو مسلم يا معاوية اعلم أنه ليس من راعي (1) استرعى رعية إلا ورب أجره سائله عنها فإن كان داوى مرضاها وهنأ جرباها وجبر كسراها ورد أولاها على أخراها ووضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء وفاه الله تعالى أجره وإن كان لم يفعل حرمه فانظر يا معاوية أين أنت من ذلك فقال له معاوية يرحمك الله يا أبا مسلم الأمر على ذلك كتب إلي أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف الأصبهاني أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي ح وحدثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري قال أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي أنا أبو الحسن علي (2) بن عمر بن الحسن القزويني الزاهد وأبو إسحاق البرمكي قالا أنا أبو عمر محمد بن العباس بن زكريا بن حيوية أنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكري ثنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري قال في حديث أبي مسلم الخولاني أنه أتى معاوية فقال السلام عليك أيها الأجير أنه ليس من أجير استرعى رعية إلا مستأجره سائله عنها فإن كان داوى مرضاها وجبر كسراها وهنأ جرباها ورد أولاها على أخراها ووضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء وفاه أجره يرويه إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن عبد الله عن عطية بن قيس قوله رد أولاها على أخراها يريد لم يدعها تتفرق وتشذ ولكنه ضمها وجمعها وذلك من حسن الرعية هذا إذا كانت قطيعا واحدا فإذا كثرت الأقطاع والرعاء فالأحمد عندهم أن يفرقوا ولذلك كانوا يقولون اللهم حبب بين شاتنا وبغض بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا قال الأصمعي إذا تباغض الرعاء لم يجتمعوا للحديث ويضيق المرعى ونحو منه وليس يمينه (3) اختيارهم للسقي عجميا وعربيا لا يفهم أحدهما حديث الآخر ليكون أحث للعمل قال الراجز (4)
(٢٢٤)