سيف بن عمر عن أبي يعقوب وسهل قالا وبعث خالد طليعة عكاشة بن محصن أحد بني غنم بن ذودان وثابت بن أقرم أحد بني العجلان من بلي وخرج طليحة وسلمة ابنا خويلد طليعة القوم فالتقوا فيما بين العسكرين الغمر والبزاحة فالتقوا وتشاولوا فنمص المسلمان بالمشركين فلما خشي عكاشة أن يقرباه وقد علم عكاشة أن على طليحة يمينا أن لا يدعوه أحد إلى النزال إلا أجابه فقال يا طليحة نزال وقال ذلك لرجل عليه توكيد فعاج عليه وهو يقول إن أنا إن لم أفعل قمت أزلا وتنازلوا فبرز طليحة لعكاشة وسلمة لثابت وأنكر طليحة قد علمت من النسب رداها ونازعته طيها وماءها فأما ثابت فلم يلبث سلمة أن قتله وأغار طليحة على عكاشة فقال أعني عليه يا سلمة فإنه آكلي فاكتنفاه فقتلاه ثم رجعا وقد كان أبو بكر أصاب حبالا يوم ذي حسي وعلى أهل ذي القصة والأبرق ويقول من لا يعلم أصيب يوم الغمر وفي ذلك يقول طليحة عند مقتلهما * يا ليتني وإياكما في است حباري * بسوار بكم واسواري (1) وقال في الشعر * نصبت لهم صدر الحمالة إنها * معاودة قيل الكماة نزال فيوما تراها في الجلال مصونة * ويوما تراها غير ذات جلال ويوما تضئ المشرقية نحرها * ويوما تراها في ظلال عوال فما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهم * أليسوا وإن لم يسلموا برجال عشية غادرت ابن أقرم ثاويا * وعكاشة الغنمي عنه مجال فإن تك أذواد أصيبت وقطبة * فلم تذهبوا فزعا بقتل حبال * قال ونا سيف عن هشام بن عروة عن أبيه وأبي يعقوب عن (2) الحضرمي عن عامر قال ونادى خالد يا معشر المسلمين اصبروا لله فإنكم في إعزاز دينه فاصبروا ساعة بعد الجزع تظفروا واشتدت على أسد وغطفان حتى ارتابوا ولغب (3) عيينة وهزته الحرب وكان طليحة يمينه الظفر ويعده الغنم وجعل يومئذ يرتجز ويقول
(١٦٧)