وكان عماله على طي عدي على النصف من ثعل وعلى النصف الآخر زيد الخيل بن مهلهل بمكان مكانه مهلهل وعلى النصف من جديلة طي ثمامة وعلى النصف الآخر الحارث بن فلان الفرادحي وعلى غطفان على فزارة عيينة بن حصن وعلى سعد بن ذيبان سعد بن العمارة وعلى عبس عبد الله وكانت أشجع على الإسلام لم يمالئوا غطفان فلما أجمع ملأهم على طليحة هرب عمال النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا من فتن عن دينه فعسكر طليحة على البزاحة وانضم إليه عيينة في فزارة ولفها وأقام بنو سعد وعبس بالأبرق ومن تأشب إليهم من جديلة وعسكرت الغوث على الأكناف وجديلة بالأنسر أرض القرادح فولى أبو بكر بني سعد بن ذيبان وعبس ومن تأشب إليهم بذي حسي وأنزل ذا القصة جيشا ثم سار إلى الأبرق فقتلهم واستولى على البلد فأرزت (1) سعد وعبس ولفها إلى البزاحة وأرسل طليحة إلى جديلة والغوث أن ينضموا إليهم وتعجل إليه ناس من الحيين وأمروا قومهم باللحاق بهم فقدموا على طليحة فأخبروه وبعث أبو بكر عديا قبل توجيه خالد من ذي القصة إلى قومه وقال أدركهم لا يؤكلوا فخرج إليهم فقتلهم في الذروة والغارب (2) وخرج خالد في أثره وأمره أبو بكر أن يبدأ بطيئ على الأكناف ثم يكون وجهه إلى البزاحة ثم يثلث بالبطاح ولا يريم إذا فرغ من قوم حتى يحدث إليه وأظهر أبو بكر أنه خارج إلى خيبر ومنصب عليه منها حتى يلاقيه بالأكناف أكناف سلمى فخرج خالد فازوار (3) عن البزاحة وجنح إلى أجا جبل وأظهر أبو بكر أنه خارج فقعد طيئا ذلك وطلبهم (4) عن طليحة وقدم عليهم عدي فدعاهم فقالوا لا نتابع أبا الفصيل أبدا فقال لقد أتاكم قوم ليبيحن حريمكم ولتكننه بالفحل الأكبر فشأنكم فقالوا له فاستقبل الجيش فنهنه عنا حتى نستخرج من لحق بالبزاحة منا فإنا إن خالفنا طليحة وهم في يده قتلهم الله أو أرتهنهم فاستقبل عدي خالدا وهو بالسنج فقال يا خالد أمسك عني ثلاثا يجمع يجتمع لك خمس مائة مقاتل تضرب بهم عدوك خير من أن تعجلهم إلى النار وتشاغل بهم ففعل وعاد عدي إليهم وقد راسلوا إخوانهم فأتوهم من بزاحة كالمدد ولولا ذلك لم يتركوا فعاد عدي إلى خالد
(١٦٤)